قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تقوم بجهود دبلوماسية لتهدئة ما وصفه ب”التصعيد العسكري” بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف أن واشنطن “تسعى لوقف حلقة العنف والعمل من أجل سلام مستدام للشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني”.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة “لا تعرقل الدبلوماسية في الأمم المتحدة”، في إشارة إلى رفض واشنطن الاثنين، للمرة الثالثة في سبعة أيام، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بياناً حول النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يدعو إلى “وقف أعمال العنف”، ما دفع إلى دعوة لعقد جلسة جديدة مغلقة الثلاثاء.
وأشار بلينكن إلى أن “الولايات المتحدة تعتمد الدبلوماسية المكثفة لتحسين الوضع”، إذ يوجد “جهود دبلوماسية للتهدئة بين إسرائيل وحماس”. وكرّر موقف واشنطن بشأن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ودعا حماس والفصائل الأخرى في غزة إلى وقف الهجمات الصاروخية.
يأتي كلام بلينكن فيما يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن ومساعدوه من وراء الكواليس، للضغط من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس”. وتأتي هذه الضغوط وسط ما وصفه مصدر بخيبة أمل إزاء قصف إسرائيل لمبنى في غزة كان يضم بعض المؤسسات الإعلامية.
ويواجه بايدن ضغوطاً متنامية من المشرعين من حزبه الديمقراطي للقيام بدور أكثر وضوحاً، لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن بايدن وفريقه اختاروا نهجا أكثر هدوءاً، حيث يتحدثون مع المسؤولين الإسرائيليين وحلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض: “تقديراتنا في الوقت الحالي، هي أن إجراء تلك المحادثات خلف الكواليس هو أفضل نهج بنّاء يمكننا تبنيه”.
وفجر الثلاثاء، قال المراسل السياسي في موقع “والا” الإسرائيلي باراك رافيد لشبكة “سي إن إن” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين “إنهم بحاجة إلى 24-48 ساعة لإتمام العملية في غزة ثم سيتوقفون”.
في المقابل، قال موقع “أكسيوس” الأميركي إن إدارة بايدن لم تعط إسرائيل مهلة نهائية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رسالة واشنطن العامة في اتصال بايدن ونتنياهو هي أنها تدعم إسرائيل لكنها تريد إنهاء العملية في غزة، مضيفاً أن إدارة بايدن أوضحت أن قدرتها على كبح الضغط الدولي على إسرائيل بشأن عملية غزة وصلت إلى نهايتها.
وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قد نقلت عن مصدر دبلوماسي، أن المحادثات حول وقف إطلاق النار وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأنه قد يُتوصل إلى اتفاق خلال يومين في حد أقصى. لكن المصادر المطلعة على تفاصيل اتصالات وقف إطلاق النار أشارت إلى أن “نتنياهو يرفض تقديم أي التزام مقابل وقف إطلاق النار”.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، إن مصادر إسرائيلية مطلعة على الاتصالات الجارية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار أكدت أن “بوادر تفاؤل بدأت تلوح في الأفق حول احتمال إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة”.
وأشارت تلك المصادر بهذا الخصوص إلى أن “اتصالات أولية تجرى حالياً لتحقيق هذا الهدف”، غير أن الهيئة الرسمية استدركت أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “ينفي ذلك”.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان إن المقاومة في فلسطين تريد أن تكون غزة مثل سوريا واليمن. فيما استبعد وزير الطاقة الإسرائيلية يوفال شتاينيتس في حديثه لهيئة البث الإسرائيلية احتمال إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة في الأيام القريبة.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه “من الضروري إنهاء أعمال العنف من كلا الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) والسعي بنشاط لإيجاد حل بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.
وأعرب الكرملين الاثنين، عن قلقه الشديد من تزايد عدد الضحايا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن الغارات الإسرائيلية على منشآت في قطاع غزة، بما فيها التي تضم وسائل إعلام عالمية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “جهوداً كبيرة” تُبذل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اعتبر الثلاثاء، خلال مشاركته في قمة في باريس حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أنه لا سبيل لإنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف في الأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقال السيسي إن هذا الحل ينبغي أن يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية. وأكد على ضرورة أن يتمتع الشعب الفلسطيني داخل هذه الدولة بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم.
وحذّر الرئيس المصري من “تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي في مدينة القدس المحتلة”، مشددا على أن هذه المحاولات “تستوجب التوقف الفوري”.