صور الأسد على أبنية دمرها جيشه في حمص

25 مايو 2021
صور الأسد على أبنية دمرها جيشه في حمص

حمص، معقل المعارضة السورية السابق، خلال الحرب التي دامت أكثر من 10 أعوام، أصبحت مسرحاً للحملات الانتخابية التي تروج لترشيح، بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسية الشكلية.
عند مدخل باب تدمر، أحد أحياء حمص، تتدلى لوحة إعلانات انتخابية تظهر الأسد مبتسما على جانب أحد المباني التي تعرضت للقصف.
وكُتب على ملصق “نقول نعم لبشار”، بينما كتب على آخر معلق على مبنى مدمر، “تصويتك في صندوق الاقتراع رصاصة في صدر المعتدي”.
وتعرضت حمص، التي تقع على بعد 160 كيلومترا شمال دمشق، لأضرار جسيمة خلال سنوات الحرب الـ 10 الماضية في سوريا.
ودمر وسط المدينة والعديد من الأحياء بشكل شبه كامل بعد سنوات من الضربات الجوية والبراميل المتفجرة، ولا تزال المدينة في حالة خراب وشبه مهجورة.
وفي الأربعاء 26 أيار، ستصوت حمص في الانتخابات الرئاسية لأول مرة منذ الحرب، ومن المؤكد أن الأسد سيفوز، فهو يخوض منافسة ضد اثنين من المرشحين في انتخابات يعتبرها خصومه والغرب مهزلة لإحكام قبضته على السلطة.
في عام 2011 ، خرج الآلاف من السكان إلى شوارع حمص في مظاهرات مناهضة للأسد في تحد غير مسبوق، لكن قوات الأمن سحقت الاحتجاجات بعنف، بينما حملت الجماعات المتمردة السلاح، وانتشر القتال في جميع أنحاء المدينة فيما اختبأ المدنيون في الأقبية.

في منزلها في حي الوعر، تروي أم علي، 38 عاما، وهي أم لستة أطفال، معاناة تلك السنوات، وتقول في حديث لوكالة رويترز: “كنا نعيش في منزلنا، ولم نتمكن من الدخول أو الخروج بسبب القتال” ثم تابعت “لقد عشنا على الحُمّص والجريش والماء … لقد كان وضعا سيئا للغاية بالنسبة لنا”.
في ذلك الوقت، هربت أم علي، من حمص لفترة قصيرة عندما أصبحت الظروف سيئة للغاية، متجهة شمالًا إلى جرابلس، وهي بلدة على طول الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
لكن بينما استطاعت هي على العودة لبلدتها، لم يتمكن الكثيرون من فعل ذلك، خوفًا من الانتقام.
وفر الآلاف من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من عدة أحياء في حمص حيث سقطت أحياؤها الواحد تلو الآخر تحت سيطرة نظام الأسد، بعد ما وصفته الحكومة بصفقات المصالحة.
وانتقدت المعارضة والأمم المتحدة تلك الصفقات باعتبارها تهجيرًا قسريًا لخصوم الأسد، غالبًا بعد شهور أو سنوات من الحصار والقصف.
محمد خلف، ميكانيكي سيارات، غادر هو الآخر حي الوعر لمدة خمس سنوات من 2013-2018 ، لكنه عاد الآن إلى وطنه، بعد أن أصلح منزله ومتجره.
ويأمل خلف أن “تعود الأمور إلى ما كانت عليه وسيساعدنا الله في إنعاش الاقتصاد”. وفي حي النزهة الموالي للأسد بشدة، يتم الترحيب بالزائرين بلوحة ضخمة تعرض صور رجال ماتوا وهم يقاتلون في صفوف الجيش.