شدد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفثس على أهمية توقف الأنشطة العسكرية، بما في ذلك في مأرب، على ضوء التصعيد العسكري الذي تقوده ميليشيات الحوثي الانقلابية، والتي قال إنها “تقوض فرص السلام في اليمن، وتعرض حياة الملايين للخطر”.
وأكد غريفثس، في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين قبيل مغادرته العاصمة صنعاء عقب لقاءاته مع قيادات ميليشيا الحوثي، وجود حاجة ماسة لوقف إطلاق النار على مستوى اليمن لتخفيف وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري، ولفتح الطرق أمام حركة الأشخاص والسلع بحرية، ولإعادة الحياة الطبيعية إلى الملايين من اليمنيين.
وأوضح أن الأمم المتحدة توسطت من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار على مستوى اليمن، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من وإلى اليمن. وأكد أن هناك قدرا كبيرا من الدعم الإقليمي والدولي لخطة الأمم المتحدة وجهودها، لكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو رغبة ودعم اليمنيين لإنهاء الحرب، حسب تعبيره.
وأضاف، “نامل أن يسفر هذا الدعم، وكل العمل الذي أنجزناه مع الأطراف خلال العام الماضي، عن نتائج إيجابية وأن يؤدي إلى اختتام ناجح لعملية التفاوض هذه”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه لا يمكن كسر دائرة الاضطرابات السياسية والعنف إلا من خلال تسوية تفاوضية تؤدي إلى مستقبل يسوده استدامة الحوار السياسي، لافتاً إلى أنه من الصعب التحول من زمان الحرب إلى السلام الذي يتطلب قبول الأطراف والشجاعة للتخلص من الحرب والتقدم للسلام.
وأنهى غريفثس اليوم محادثات مع قيادات ميليشيات الحوثي في صنعاء هي الأولى له في المدينة منذ أكثر من عام، حيث استهل زيارته، أمس الأحد، بعقد اجتماع افتراضي مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي. وكان مبعوث الأمم المتحدة وعد مجلس الأمن الدولي في إحاطته الأخيرة منتصف الشهر الجاري، بإغلاق المشاورات حول خطته للسلام في البلاد التي خضعت لمراجعات عديدة منذ طرحها للنقاش في مارس العام الماضي.
كما وعد بدعوة الأطراف اليمنية إلى اجتماع مباشر لحسم المواقف الخلافية، واختصار التفاوض الشاق عبر جولات مكوكية بلا أفق.
ويبدو واضحاً أن الوسيط الأممي، وهو الثالث منذ اندلاع النزاع الدامي في اليمن، يريد الآن التركيز على إعداد تقريره النهائي حول خلاصة مهمته التي استمرت ثلاث سنوات، قبيل انتقاله إلى منصبه الرفيع الشهر المقبل كوكيل للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.