مقتل أبو بكر شيكاوي يكتب نهاية بوكو حرام؟

7 يونيو 2021
مقتل أبو بكر شيكاوي يكتب نهاية بوكو حرام؟

تفرض عديد من التداعيات والسيناريوهات نفسها على التنظيمات المسلحة المتطرفة في غرب أفريقيا، بعد مقتل زعيم تنظيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو في الآونة الأخيرة، بما يغير المعادلة وموازين القوى بالنسبة لتلك التنظيمات ونشاطاتها بالقارة عموماً.
مقتل شيكاوي خلال مواجهة مع مسلحين من فرع التنظيم المتطرف في غرب أفريقيا، يفتح الباب أمام سيناريوهات مختلفة تلف مصير “بوكوحرام” الذي يعيش واحدة من أضعف مراحله، بعد سنوات من المواجهة والاقتتال الداخلي مع فرع التنظيم. ويعتقد محللون بأن مقتل أبو بكر محمد شيكاو، الشهير،  يعطي فرصة أكبر لتنظيم داعش غرب أفريقيا في مواصلة تمدده استغلالاً للظروف التي تفرض نفسها بتلك المنطقة، على أن ينجح في استقطاب مناصري شيكاو ضمن تنظيم بوكو حرام.
وذلك بعد أن مرت العلاقة بين التنظيم بقيادة شيكاو وداعش بقيادة أبو مصعب البرناوي، بعدة مراحل، بدءًا من مرحلة الوفاق مع مبايعة شيكاو لداعش في 2015، ثم الخلافات الفاصلة بعد أقل من عام على المبايعة، والتي فتحت باب المواجهات بين الطرفين، والتي انتهت بمقتل شيكاو نفسه من خلال عبوة ناسفة، كما أعلن زعيم داعش في تسجيل مسرب الأحد.
دلالات رئيسية
يحدد الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” من القاهرة، تطورين رئيسييين متوقعين بعد مقتل زعيم بوكو حرام.
التطور الأول -في تقدير أديب- مرتبط بوضعية تنظيم داعش غرب أفريقيا، ويقول: “مقتل أبو بكر شيكاوي، يعني أن تنظيم داعش بدأ يتصدر المشهد في نيجيريا، ومن ثمّ قد يتصدره في أفريقيا بأكملها، بعد أن دخل في صراع مسلح مع تنظيم بوكو حرام، عمر هذا الصراع خمس سنوات منذ 2016 وحتى الآن، وقد انتهى بمقتل زعيم بوكوحرام، وهذا قد يعطي انطباعاً أن داعش سوف ينجح ربما في محاولاته إقامة دولة للتنظيم في أفريقيا بعدما سقط التنظيم في 22 مارس 2019 في الرقة والموصل”.
الدلالة أو التطور الثاني ضمن التداعيات المتوقعة لمقتل شيكاو، تتعلق بتنظيم بوكو حرام نفسه، إذ يشير أديب إلى أن “التنظيم أصبح ضعيفاً ومتهاوياً، ويمر بأضعف حالاته الآن”، موضحاً أن شيكاو تولي قيادة التنظيم في 2009 خلفاً لقائده السابق محمد يوسف، وهو التنظيم الذي قتل قرابة الـ 40 ألف نيجري خلال صراع مسلح مع القوات الحكومية، فضلاً عن نزوح قرابة المليون نيجيري. ويشير إلى أن “التنظيم يمر بمراحل ضعف نتيجة أمرين؛ الأول مرتبط بمواجهات القوات النيجيرية له عبر ضربات جوية أضعفت التنظيم بشكل نسبي، فضلاً عن تدخل الكاميرون وتشاد في المواجهة… وثانياً: مواجهة داعش نفسه لتنظيم بوكو حرام، والذي انتهى بمقتل شيكاو”.

وفي تقدير الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، فإن مقتل زعيم بوكوحرام يعني عملياً “انتهاء التنظيم، وظهور داعش في نيجيريا على وجه الخصوص بشكل أكبر، وفي أفريقيا على وجه العموم، وهو ما قد يؤدي لقيام دولة داعش كدولة بديلة بعد سقوط هذه الدولة في الرقة والموصل.. وأعتقد بأن أبو مصعب البرناوي (مسؤول داعش غرب أفريقيا) سوف يقود العمل على قيام تلك الدولة، في ظل البيئة المواتية التي تشهدها أفريقيا لظروف أمنية واقتصادية، إن لم تكن هناك مواجهة حقيقية للتنظيم الذي بدأ يظهر بصورة كبيرة في نيجيريا على وجه الخصوص وأفريقيا عموماً”.
وشيكاو أو الشكوي، شهدت فترة ولايته على التنظيم تصاعداً لافتاً لعمليات التفجيرات والاختطاف الواسعة، وعمليات اجتياح البلدات من أجل “تأسيس دولة إسلامية” كما يقول التنظيم. واشتهر بدمويته، حتى أن أحد التسجيلات المنسوبة إليه قال فيها إنه “يستمتع بالقتل كما يستمتع بذبح الدجاج”. وفي عهده اختطف التنظيم مئات الفتيات من إحدى مدارس ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا في العام 2014. وسبق وأن أعلنته الولايات المتحدة الأميركية “إرهابياً عالمياً” ورصدت مكافأة سبعة ملايين دولار لمن يساعد على القبض عليه.
صراع مستمر
الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي، يشير في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” من القاهرة، إلى مبايعة زعيم تنظيم بوكوحرام في العام 2015 لتنظيم داعش، بعد أن “أجبره المقربون منه ومجلس شورى التنظيم، على مبايعة أبو بكر البغدادي حينها.. لكن بعد أقل من عام، بدأت الخلافات، بعد أن أقاله تنظيم داعش المركزي، وأعلن تعيين برناوي بديلاً له”.
ويردف، “لم يقبل شيكاو هذا التعيين، ومن ثم انقسم التنظيم، وانتصر شيكاو على برناوي في البداية، لكن تنظيم داعش أعاد هيكلة نفسه وبدأ يحدث اقتتال داخلي واسع بين التنظيمين، فأصبح هناك تنظيم بوكو حرام المبايع لداعش، وتنظيم داعش غرب أ فريقيا”.
ويوضح أن “تنظيم داعش في غرب أفريقيا يتمدد، وأصبحت له سطوة كبيرة، وفي المقابل بوكو حرام كان يتقلص نفوذه على خلفية ما يتلقاه من هزائم متتالية في مناطق مختلفة (..) حتى مقتل شيكاو مؤخراً”، موضحاً أن “بوكو حرام في أضعف حالاتها الآن، لا سيما أن شيكاو كان رجلاً مركزياً خطيراً وله سطوته (..) لكن تنظيم داعش في غرب أفريقيا لا يزال يحمل قدراته وقواته، وسيعمل على استقطاب عناصر بوكو حرام”.
لكنه لا يعتقد بأن مقتل شيكاو يعني “انتهاء بوكو حرام، إنما سيعمل التنظيم على تعيين قائداً بعده، بينما ذلك يتم بعيداً عن داعش الذي يظل يمتلك أدواته وتمدده بسبب الظروف المتاحة في تلك المنطقة”.