أكد مسؤولون أميركيون كبار ووسائل إعلام أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تستعد لمواصلة وتوسيع نهج سلفه دونالد ترمب الرامي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب.
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تصريحات أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي الأسبوع الحالي، “اتفاقات أبراهام” بأنها “إنجاز مهم لا ندعمه فحسب، بل ونتطلع إلى تطويره”.
وتابع، “ننظر إلى دول قد ترغب في الانضمام (إلى اتفاقات أبراهام) والمشاركة فيها والشروع في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. كان هذا جزء مهماً من مكالماتي مع عدد من نظرائي”.
وأكدت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير نشرته اليوم الخميس أن “اتفاقات أبراهام” تمثل حالة نادرة لموافقة بايدن والديمقراطيين الآخرين على السياسات التي انتهجها ترمب، مشيرة إلى أن واشنطن تعمل على تهيئة أرضية لاستئناف الحراك الرامي إلى تعزيز الاتفاقات القائمة وتشجيع المزيد من الدول العربية على توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، بعد أن أسفرت جولة التصعيد العسكري الأخيرة حول قطاع غزة عن توقف هذه الجهود الدبلوماسية.
وذكرت الوكالة أن إدارة بايدن رأت “آفاقا ملموسة” لتوقيع عدد من الحكومات العربية على اتفاقات قاضية بتهدئة وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ورفض مسؤولون أميركيون الكشف لـ”أسوشيتد برس” عن هذه الدول العربية، غير أن الوكالة رجحت أن الحديث يدور عن السودان الذي وقع في نهاية عهد ترمب على إعلان “اتفاقيات إبراهيم” من دون إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى الآن، وسلطنة عمان.
ولفتت الوكالة إلى أن العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة خلطت أوراق إدارة بايدن وقوضت جهودها في هذا الصدد، موضحة أن تلك التطورات أعطت زخما للحركات المناهضة للتطبيع في دول عربية، منها السودان، واستدعت انتقادات حادة بحق تل أبيب من قبل الدول الأطراف في “اتفاقات أبراهام”.
وأكدت “أسوشيتد برس”، نقلا عن شخصين مطلعين على الموضوع، صحة الأنباء عن دراسة إدارة بايدن إمكانية تعيين السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل، دان شابيرو، مبعوثا أميركيا إلى الشرق الأوسط كي يقود جهود تعزيز وتوسيع “اتفاقات أبراهام”.
في الوقت نفسه، يعمل المسؤولون الأميركيون، وفق التقرير، على تعزيز الروابط في مجال الأعمال والتعليم ومجالات أخرى بين إسرائيل والدول العربية الأربع الموقعة على “اتفاقات أبراهام” (وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب)، مضيفة أنهم يأملون أن يسهم إحراز نجاح ملموس بهذه المسألة في إبرام اتفاقات ثنائية جديدة مع إسرائيل في المنطقة، بالتزامن مع مواصلة واشنطن جهودها الرامية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.