تأجيل فتح “الطريق الساحلي” في ليبيا

21 يونيو 2021
تأجيل فتح “الطريق الساحلي” في ليبيا

بعد يوم من إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن بلاده ستعيد فتح الطريق الساحلي الرئيسي، ذكرت وسائل إعلام محلية أن اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، قررت تأجيل فتح الطريق.
وأوضحت وسائل إعلام ليبية، أن تأجيل فتح الطريق الساحلي الرئيسي، سيتم حين إصلاح الأضرار الموجودة فيه. والأحد، قال عبد الحميد دبيبة إن ليبيا ستعيد فتح الطريق الساحلي الرئيسي، وذلك بعد أشهر من المفاوضات، في إطار وقف إطلاق النار. وغرد على موقع “تويتر”، قائلا، “اليوم سنطوي صفحة من معاناة الشعب الليبي، نخطو خطوة جديدة في البناء والاستقرار والوحدة”. وأضاف رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: “تحية تقدير لكل الجهود المخلصة التي نعيش نتائجها اليوم بفتح الطريق الساحلي، معا للبناء والعمل من أجل نماء الوطن وازدهاره”.
وفي آذار الماضي، نالت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ثقة البرلمان، وسط آمال بأن تعمل على تحسين الخدمات المتردية، إلى جانب الذهاب بالبلاد نحو انتخابات قبل نهاية العام الحالي. وأثر النزاع المستمر منذ عدة سنوات على تنقل الليبيين بين مناطق البلاد، مما كان له انعكاسات اجتماعية كبيرة على العائلات، كما تعطلت مصالح كثيرة.
وألحق النزاع الذي دار في ليبيا بعد سنة 2011، ضرراً بالغا أيضا بالبنية التحتية، بينما خرج ليبيون في أكثر من مرة للاحتجاج على الظروف المتردية، لا سيما أن البلاد تتمتع بموارد نفطية مهمة.
يحمل الطريق الساحلي الليبي رمزية كبيرة في وعي المواطنين، فبالإضافة إلى ما يمثله من أهمية لربطه شرق البلاد بغربها، وعليه تنشط حركة التجارة والبضائع، فقد صار أمر فتحه مؤخرا رمزا يعبر عن وحدة البلاد، بعيدا عن حديث التقسيم. ويعود تاريخ تمهيد الطريق إلى عام 1937، وبالتحديد في حقبة الاحتلال، حيث نفذه الإيطاليون كي يتمكنوا من التنقل بسهولة بين أهم المدن الليبية المنتشرة على الساحل، وذلك بعيدا عن الدروب الصحراوية التي تعرضوا خلالها لكمائن عديدة، وأطلق عليه اسم طريق “بالبو”، نسبة إلى قائد القوات الإيطالية في ليبيا إيتالو بالبو.

يمتد الطريق الساحلي بطول ليبيا تقريبا، من مساعد عند الحدود المصرية، إلى رأس أجدير قرب تونس، بطول 1800 كيلومتر، وكان شاهدا على المعارك الكبرى التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء والمحور. وخلال العشر سنوات الأخيرة، جرى إغلاق الطريق لعشرات المرات، عند مدن مختلفة، بسبب الاشتباكات، أو عبر محتجين من تردي الأوضاع، لكن أبرز تلك الوقائع هي قطع الطريق منذ حزيران العام الماضي من قبل المليشيات، المتمركزة في بوقرين غرب سرت.
ويحمل الطريق أهمية لوجيستية كبيرة لليبيين، إذ أنه أبرز طريق يمكن من خلاله التنقل بين المدن الساحلية الكثيرة والمترامية شمال البلاد، كما أنه يسهل من نقل البضائع والمستلزمات الطبية ومواد البناء بين مدن والشمال، ومنها إلى الجنوب أيضا. وتنعكس أهمية الطريق المحلية على إقليم شمال أفريقيا بالعموم، فالطريق لا يربط المدن الساحلية الليبية فحسب، بل أيضا يصل بين مصر وتونس، ولذا يمثل فرصة كبيرة في حال استقرار أوضاع ليبيا لأجل تعزيز التجارة البينية بين الدول الثلاث.
أعيد تعبيد الطريق عام 1967، وكان هناك مخطط لتنفيذ ازدواجه، لكن لم ينفذ باستثناء جزئين من الطريق هما “صبراته – طرابلس – مصراتة”، و”أجدابيا – بنغازي – توكرة”.
وفي عام 2008، وقع الراحل معمر القذافي اتفاقية مع إيطاليا بشأن صيانة الطريق، ضمن اتفاق ساري بشأن تعويض ليبيا عن الاحتلال الإيطالي، حيث أنها عرضت مشروع الطريق الجديد يقوم بوضع حواجز إسمنتية بين الجهتين اليمين واليسار، بما يحسن من حالة الطريق، ويقلل من الحوادث عليه. وأعادت إيطاليا فتح ملف تطوير الطريق في الآونة الأخيرة، وذلك خلال المحادثات الثنائية التي جرت بين مسؤولين من البلدين، كما صرح وزير خارجيتها لويجي دي مايو بأن الأمر مطروح على الشركات الإيطالية من أجل البدء في هذا المخطط قريبا.