انعقدت، اليوم الاحد، اعمال القمة الثلاثية العراقية الاردنية المصرية في بغداد، التي تضم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، بالاضافة إلى مسؤولين عراقيين، ركّزت مناقشاتها على التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين الدول الثلاث وفي ملفات إقليمية، فيما يسعى العراق مؤخراً إلى أداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط.
وفي كلمته الافتتاحيّة، أكّد الكاظمي أن الدول الثلاث ستواصل “التنسيق في الملفات الإقليمية الرئيسية كالملف السوري والليبي واليمني وفلسطين وبلورة تصور مشترك تجاه هذه القضايا بالتعاون والتنسيق”.
واعتبر الكاظمي أنّ هذه القمة “تنعقد في فترة تاريخية مهمة تمر بها المنطقة وكل دول العالم بالخصوص مع تحديات وباء كورونا”، لافتاً إلى أنّها “رسالة لشعوبنا بأننا متعاضدون ومتكاملون”.وتحدّث الكاظمي عن “مواجهة التحديات” كجائحة كورونا والظروف الإقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب.وقال إنّ “العراق مر بتجربة قاسية في مواجهة الإرهاب ونجحنا في القضاء على هذه الجماعات”.
وأضاف “علينا العمل والتنسيق بين دولنا الثلاث لمواجهة هذه التحديات والعمل على تبديدها من اجل خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة”.
وتمنى الكاظمي الإستفادة من كل الإمكانيات المتاحة عن طريق التواصل الجغرافي بين الدول الثلاث، في ما يخص المجالات الإقتصادية والاجتماعية. وقال: “ركزنا في الاجتماع السابق على الاستثمار والتعاون الاقتصادي، واتفقنا على رؤية مشتركة ونجحنا في الوصول الى تصورات، الآن نحن في مرحلة الوصول الى تنفيذ هذه المشاريع، في مجال الربط الكهربائي والزراعة والنقل وكذلك الأمن الغذائي الذي طرحه جلالة الملك عبد الله في الاجتماع الماضي، وفي مجال العلاقات المالية والمصرفية وتطوير البنى التحتية لها”.
بدوره، قال الرئيس المصري في بداية القمّة: “إنّنا حريصون على تطوير العلاقات المصرية العراقية نحو أفاق أرحب تؤكد وحدة الهدف والمصير، ووجودي اليوم في العراق تجسيد لقوة العلاقات بين بلادنا وشعوبنا”. وأضاف أنّ “قمة بغداد بين مصر والأردن والعراق استكمال لقمتي عمان والقاهرة”.
وفي حين رفض أي تدخلات إقليمية تسعى للهيمنة وتهدد الأمن القومي العربي، ثمّن السيسي الموقف العراقي والأردني في دعم حقوق مصر المائية، مؤكداً أنّ حقوق بلاده المائية “ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي العربي، وتشكل جزءا من الحقوق المائية العربية بشكل عام”، مشدّداً على أنّ بلاده تؤيد الحقوق المائية لكل من العراق والأردن. وعلى صعيد الملف الليبي، قال السيسي: “نسعى للتوصل إلى تسوية سياسية في ليبيا، والتدخلات الخارجية لا تخدم استقرارها”. وأضاف “نؤكد على ضرورة إنهاء كافة التدخلات الخارجية في ليبيا وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة واستمرار وقف النار”.
إلى ذلك، أكّد السيسي الحاجة إلى التوصل لحل سياسي في سوريا بعيداً عن التدخلات. كما أشار إلى أنّ مصر تواصل جهودها في دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية، لافتاً إلى أنّ القاهرة تسعى لـ”إطلاق جهود السلام مجددا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
بدوره، شدّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على الوقوف إلى جانب العراق في تعزيز أمنه واستقراره. ورأى أنّه “من واجبنا تقوية التعاون مع مصر والعراق”. وقبل بدء أعمال القمة، أجرى كل من عبد الفتاح السيسي وعبدالله الثاني لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي برهم صالح.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي، تناولت المباحثات مع الملك عبدالله الثاني “سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك” لا سيما “في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ التطرف وتبني كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار في المنطقة”.
استقبلنا الاخوة، فخامة الرئيس @AlsisiOfficial وجلالة الملك @KingAbdullahII. علاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا؛ رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة. تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة لمنطقتنا أساسها مكافحة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية. pic.twitter.com/1dKILNxL53
— Barham Salih (@BarhamSalih) June 27, 2021
وناقش الكاظمي مع السيسي “العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات، فضلا عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك”.
من جهته، وإثر استقباله نظيره المصري وملك الأردن، كتب صالح في تغريدة على تويتر: “استقبلنا الاخوة، فخامة الرئيس السيسي وجلالة الملك عبدالله. علاقاتنا الراسخة في التاريخ مُنطلق لمستقبل واعد لشعوبنا وشبابنا؛ رسالة بليغة وسط تحديات إقليمية جسيمة. تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة لمنطقتنا أساسها مكافحة التطرف واحترام السيادة والشراكة الاقتصادية”.
وتعقد هذه القمة أخيراً بعدما أرجئت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في مصر في آذار (مارس) والثانية اثر قضية “زعزعة الاستقرار” في الأردن في نيسان (ابريل). وهي ثالث قمة بين هذه الدول الثلاث بعد القمة الأخيرة التي عقدت في عمان في آب (أغسطس) 2020، فيما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تتطلع لاستضافة القمة الرابعة بين بغداد والقاهرة وعمان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأردني والعراقي في بغداد.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الوقوف مع بغداد في مواجهة كافة التحديات. وقال إنّ العراق “حقق نصراً كبيراً على الإرهاب، ويجب تحييده عن أي خلافات إقليمية”. واعتبر الصفدي أنّ أمن مصر المائي جزء من الأمن القومي العربي، مضيفاً “نقف مع مصر والسودان بشأن قضية سد النهضة”.