مع تقلص ساعات تزويد المواطنين العراقيين بالكهرباء إثر دخول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة أحيانا كثيرة لأكثر من نصف درجة الغليان، في معظم المدن والمحافظات العراقية الجنوبية والوسطى، تشير بعض المصادر إلى وصول الدرجات لنحو 60 درجة تحت الشمس، ونحو 50 درجة تحت الظل في العديد من المناطق العراقية، ما يفاقم من معاناة الناس في هذا الصيف اللاهب.
هذا وانضمت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الاثنين لهذه الموجة، مسجلة درجة حرارة عظمى فاقت 50 درجة مئوية.
وبحسب هيئة الأنواء الجوية العراقية، وتنبؤات خبراء الطقس والمناخ، فإن صيف العراق هذا العام سيكون شديد الحرارة، وأن درجات الحرارة خلال الشهور الثلاثة المقبلة، ستكون حسب التوقعات عالية أكثر من المعدل السنوي لها.
وقد دفعت هذه الموجة الحارة مفوضية حقوق الإنسان العراقية، لمطالبة الحكومة العراقية بتقليص عدد ساعات الدوام الرسمي في البلاد، نظرا لارتفاع الحرارة.
وما يزيد الأوضاع تعقيدا ويثقل كاهل المواطنين أكثر، هو دخول البلاد الموجة الوبائية الثالثة لفيروس كورونا المستجد، والمترافق مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة والنقص الفادح في الكهرباء والمياه.
وحول هذه الموجة الشديدة الحرارة التي تجتاح العراق، يقول الخبير المناخي دارا حسن، في حديث مع “سكاي نيوز عربية”: “هذه الموجة الموسمية الهندية الحارة، التي تضرب العراق ستستمر لنحو 40 يوما، وتأثيراتها تتركز أكثر في مناطق وسط العراق وجنوبه وحتى بعض مناطق الشمال، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة لنحو 55 درجة في بعض الفترات خلال هذه الموجة”.
ويضيف حسن وهو المدير السابق، لمديرية الأنواء الجوية والرصد الزلزالي في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق: “لا داع للقلق المبالغ به لكن ما يتسبب بالتهويل حول الموضوع، هو تردي الواقع الكهربائي بالبلاد، ففي حال توفر الكهرباء وتمكن الناس من استخدام أجهزة التكييف، لما ثارت هذه البلبلة الواسعة، لكن مع الأسف فإن انقطاع الكهرباء المستمر واقتصارها على سويعات قليلة لا تكاد تذكر، يحول حياة العراقيين كل فصل صيف لجحيم لا يطاق”.