تصعيد ايران ميدانيا… مضبوط ام يطيح محادثات فيينا؟

9 يوليو 2021

 تكثّفت في الاسابيع الماضية، الغارات التي تشنها اذرع ايران العسكرية على اهداف اميركية في العراق، الامر الذي لم يسكت عنه الجيش الاميركي، فاستهدف منذ ايام قوات موالية لايران في سوريا. رد واشنطن يبدو أنه لم يفعل فعله لدى طهران، فأعادت “الكرّة” العسكرية.

الاربعاء، استهدف هجوم بـ14 صاروخا قاعدة عين الأسد، التي تضم عسكريين أميركيين، في محافظة الأنبار غرب العراق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة، وفقا للمتحدث باسم التحالف الدولي واين ماروتو.

وقال ماروتو في تغريدة على تويتر  إن القصف حصل الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي، الصواريخ سقطت على القاعدة ومحيطها. وأكد ماروتو أنه “تم تفعيل تدابير دفاعية لحماية القوات”، مشيرا إلى وقوع 3 إصابات طفيفة نتيجة القصف، وأنه يتم تقييم الضرر.

بالتزامن، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، أنها أحبطت هجوماً بطائرة مسيّرة في منطقة حقل العُمَر النفطي في شرق سوريا. وذكرت أن التقارير الأولية تشير إلى عدم وقوع أضرار نتيجة الهجوم على حقل النفط الخاضع لحماية أميركية في منطقة دير الزور، على مقربة من مكان تمركز القوات الأميركية.

وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية أعلنت الاثنين أن القوات الأمنية فتحت تحقيقا في سقوط ثلاثة صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، من دون وقوع خسائر تذكر، حيث ضبطت “عجلة من نوع كيا متروكة بقضاء هيت تحمل القاعدة التي تم إطلاق الصواريخ منها”.

هذه المواجهة الميدانية بين الاميركيين والايرانيين، والتي تدور بالواسطة عبر ادوات الجمهورية الاسلامية ومنهم الحشد الشعبي، تحصل بينما المفاوضات النووية غير المباشرة بين الجانبين، متوقّفة في فيينا منذ اسابيع، وتحديدا غداة انتخاب المتشدد ابراهيم رئيسي رئيسا لايران. وبينما يتوقّع الوسطاء الاوروبيون والروس استئنافها في الاسابيع المقبلة، نقل موقع “أكسيوس” (Axios) عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن الولايات المتحدة تنتظر رد إيران على المقترحات التي قدمت في محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

وأضاف الموقع ان مسؤولين أميركيين يرفضون المزاعم بأن المحادثات النووية متوقفة ويقولون إن الإيرانيين يجرون تشاورا داخليا.

ليس بعيدا، تشير مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” الى ان فترة تعليق المحادثات التي اريد منها ان يرتّب كل طرف أوراقه ومطالبه في ضوء التبدّل في القيادة الايرانية، يبدو أنها تُستغلّ من قِبل الجانبين لتبادل الرسائل الحامية في الميدان، لتحسين شروط التفاوض. ووفق المصادر، تصب الغارات المتبادلة بين الاميركيين والايرانيين في هذه الخانة، الا ان الخشية كبيرة من ان تقضي هذه العمليات العسكرية في حال تمادت، على رغبة واشنطن بالمضي قدما في المحادثات.

فهل تبقى الاستفزازات الايرانية “مضبوطة”، ام يغامر المرشد الايراني علي خامنئي بضرب تحت الحزام، فيطيّر المحادثات والاتفاق النووي؟ الاحتمال الثاني مستبعد سيما في ظل الضائقة الاقتصادية والمعيشية القاتلة التي تفتك بالشعب الايراني وقد دفعته في الايام الماضية الى الانتفاض على خامنئي وقيادته، تختم المصادر.