أعلنت الولايات المتحدة أنّها توصلت إلى اتفاق مع ألمانيا في شأن خط أنابيب “نورد ستريم 2” المثير للجدل، ينصّ على فرض عقوبات ضدّ روسيا “في حال استخدمت الطاقة سلاحاً” ويسعى لتمديد عمليات عبور الغاز عبر أوكرانيا.
وسارع الجمهوريون، خصوم الرئيس جو بايدن، إلى التنديد بالاتفاق ووصفوه بأنه “هدية” للرئيس فلاديمير بوتين، لكن الإدارة الاميركية ردّت بأنها تحاول ضمان نتيجة إيجابية من خطّ الأنابيب الذي أصبح شبه مكتمل.
وقالت المكلفة الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أثناء كشفها تفاصيل الاتفاق خلال جلسة لمجلس الشيوخ، “إنه وضع سيئ وخط أنابيب سيئ، لكننا نحتاج إلى المساعدة في حماية أوكرانيا وأشعر بأننا اتخذنا بعض الخطوات المهمة في هذا الاتجاه”.
وألغى بايدن الذي استقبل المستشارة أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي، معظم العقوبات المرتبطة بخطّ أنابيب “نورد ستريم 2” والتي طالب بها الكونغرس، بذريعة أنّ الوقت قد فات لوقفه وأنه من الأفضل التعاون مع ألمانيا.
ولاقى مشروع خط الأنابيب الذي يمرّ عبر بحر البلطيق معارضة شديدة من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين موالين لموسكو منذ العام 2014 وتعتبر أن نقل الغاز الروسي عبر أراضيها يمثل وسيلة ضغط حيوية.
وأضافت نولاند خلال جلسة برلمانية “إذا حاولت روسيا استخدام الطاقة كسلاح أو لارتكاب أعمال عدوانية أخرى ضدّ أوكرانيا، فإنّ ألمانيا تلتزم في هذا الاتفاق معنا اتخاذ تدابير على المستوى الوطني والضغط من أجل اتخاذ تدابير فعالة على المستوى الأوروبي، بما في ذلك عقوبات، لحصر قدرات التصدير الروسية نحو أوروبا في قطاع الطاقة”.
وتابعت “الجانب الآخر من هذا الاتفاق هو دعم تمديد اتفاق عبور الغاز بين روسيا وأوكرانيا والذي ينتهي في العام 2024.(…) لمدة عشر سنوات إضافية”.
في إظهار لدعم حازم لكييف، أعلنت الإدارة الأميركية اليوم أنّ بايدن سيستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 30 آب. وتوجّه مسؤول كبير آخر في وزارة الخارجية، هو ديريك شوليت، هذا الأسبوع إلى كل من أوكرانيا وبولندا من أجل مناقشة الاتفاق في شأن خط الأنابيب.يهذا الإطار، قالت نولاند إنّ الاتفاق سيشمل أيضاً أرقاماً ماليّة “واقعية” لمساعدة أوكرانيا على تنويع إمدادات الطاقة. وقد أشادت ألمانيا التي كانت تواجه خلافات محتدمة مع الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، بنهج بايدن واعتبرته إعادة إحياء للتحالف. لكن، سرعان ما انتقد الجمهوريون الاتفاق قائلين إنه بمثابة خيانة لأوكرانيا وتشجيع لبوتين. وقال السناتور الجمهوري تيد كروز مشيراً إلى مخاوف في شأن “نورد ستريم 2”: “كنّا نعلم دائماً أنّ بايدن وبوتين لطالما كانا متّفقين، والآن باتا متقاربين أكثر”.
وواجه بايدن أيضاً انتقادات من ديموقراطيين على خلفية مشروع “نورد ستريم 2″، لكنّ المدافعين عنه وصفوا هجمات الجمهوريين بأنها مثيرة للسخرية، إذ إنّ ترامب أشاد من دون خجل ببوتين وأبدى نفوراً تجاه أوكرانيا من خلال مكالمة هاتفية حاول فيها لوي ذراع زيلينسكي ما أدّى إلى أول محاكمة له.
وردّت نولاند، وهي ديبلوماسية محترفة سابقة اشتهرت بدعم المتظاهرين المؤيدين للغرب في أوكرانيا عام 2013، بصراحة على كروز بأنّ إدارة ترامب التي تولت السلطة عام 2017، تتحمل مسؤولية. وقالت: “أعتقد أنّنا كنّا عام 2016 في طريقنا إلى وقف مشروع خط الأنابيب. عندما تولّت إدارة بايدن السلطة بعد أربع سنوات، كان خط الأنابيب هذا قد أصبح مكتملاً بنسبة 90 في المئة”.