العاهل المغربي يلقي خطابا بمناسبة عيد العرش

1 أغسطس 2021
العاهل المغربي يلقي خطابا بمناسبة عيد العرش
الرباط – حسن صادق

احتفلت المملكة المغربية حكومة وشعبا اليوم بعيد العرش، وعمت الاحتفالات والمهرجات الفلكلورية والتراثية والشعبية والرسمية مناطق المملكة ورفعت الرايات في الشوارع والساحات تعبيرا عن البهجة المغربية بهذه المناسبة الوطنية.

وبالمناسبة وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ22 لعيد العرش لافتا إلى أن هذه المناسبة تجسد روابط البيعة المقدسة ، والتلاحم القوي ، الذي يجمع على الدوام ، ملوك وسلاطين المغرب بأبناء شعبهم ، في كل الظروف والأحوال.
مشددا على أن المغرب دولة عريقة ، وأمة موحدة ، تضرب جذورها في أعماق التاريخ. مضيفا، المغرب قوي بوحدته الوطنية ، وإجماع مكوناته حول مقدساته، وقوي بمؤسساته وطاقات وكفاءات أبنائه، وعملهم على تنميته وتقدمه، والدفاع عن وحدته واستقراره.

إن هذا الرصيد البشري والحضاري المتجدد والمتواصل، هو الذي مكن المملكة المغربية من رفع التحديات، وتجاوز الصعوبات ، عبر تاريخها الطويل والحديث.

وجدد العاهل المغربي في كلمته الشكر لكل الفاعلين في القطاع الصحي ، العام والخاص والعسكري، وللقوات الأمنية، والسلطات العمومية، على ما أبانوا عنه من تفان وروح المسؤولية ، في مواجهة وباء كوفيد 19.

مضيفا، ورغم أن هذا الوباء أثر بشكل سلبي ، على المشاريع والأنشطة الاقتصادية ، وعلى الأوضاع المادية والاجتماعية ، للكثير من المواطنين ، “حاولنا إيجاد الحلول ، للحد من آثار هذه الأزمة”. لافتا إلى أن المغرب أنشأ صندوقا خاصا للتخفيف من تداعياته.

وأشار ملك المغرب إلى اطلاق خطة طموحة لإنعاش الاقتصاد ، من خلال دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة المتضررة ، والحفاظ على مناصب الشغل ، وعلى القدرة الشرائية للأسر ، بتقديم مساعدات مادية مباشرة، “وقمنا بإنشاء صندوق محمد السادس للاستثمار ، للنهوض بالأنشطة الإنتاجية ، ومواكبة وتمويل مختلف المشاريع الاستثمارية” معبرا عن اعتزازه بنجاح المغرب في ” معركة الحصول على اللقاح “، التي ليست سهلة على الإطلاق ، وكذا بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح ، والانخراط الواسع للمواطنين فيها.”

وإيمانا منا بأن السيادة الصحية عنصر أساسي في تحقيق الأمن الاستراتيجي للبلاد، فقد أطلقنا مشروعا رائدا، في مجال صناعة اللقاحات والأدوية والمواد الطبية الضرورية بالمغرب.

واستعرض الملك محمد السادس النمو الملحوظ الذي يسجله الاقتصاد المغربي والقطاع الزراعي “ويأتي هذا التطور الملحوظ، في سياق واعد، بعد تقديم اللجنة الخاصة للنموذج التنموي لمقترحاتها، التي تسمح بإطلاق مرحلة جديدة، لتسريع الإقلاع الاقتصادي، وتوطيد المشروع المجتمعي، الذي نريده لبلادنا”.

وأكد الملك محمد السادس أن المغرب يحرص، على مواصلة جهوده الصادقه، من أجل توطيد الأمن والاستقرار، في محيطه الإفريقي والأورو-متوسطي، وخاصة في جواره المغاربي، مجددا الدعوة الصادقة للأشقاء في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط ، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار.

لافتا إلى أن الوضع الحالي بين البلدين الشقيقين لا يرضى المغرب وليس في مصلحة الشعبين وغير مقبول من طرف العديد من الدول، مؤكدا على أن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله.

وقال ” أما ما يقوله البعض، بأن فتح الحدود لن يجلب للجزائر، أو للمغرب، إلا الشر والمشاكل؛ فهذا غير صحيح.

وهذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة”.

مضيفا”الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة”.

وأعرب ملك المغرب في خطابه عن أسفه للتوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، لا سيما في المحافل الدولية، داعيا إلى تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات البلدين الشقيقين، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبيهما، مشددا على أن المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان.

ودعا الرئيس الجزائري ، للعمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية، التي إقيمت عبر سنوات من الكفاح المشترك.

المصدر بيروت نيوز