دور ريادي للإمارات في إعادة إعمار العراق

30 أغسطس 2021
دور ريادي للإمارات في إعادة إعمار العراق

سلطت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمدينة الموصل، الأضواء على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع إعادة إعمار العراق، بالذات فيما خص إعادة بناء مدينة الموصل والحفاظ على هويتها والتراث الإنساني داخلها، الذي دُمر أثناء الحرب على تنظيم داعش، الذي احتل المدينة (2014-2017).
محافظ محافظة نينوى “الموصل” اللواء نجم عبد الله الجبوري، والذي رافق الرئيس ماكرون أثناء زيارته للمدينة، أشار في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن “الأثريين والخبراء الفنية ذكروا بحضور الرئيس الفرنسي، بأن جهود إعادة الإعمار للمناطق التاريخية المدمرة، تتم بجهود ومنح مالية إماراتية، مما أثار ثناء من ماكرون”.
وتابع، “كأبناء لمدينة الموصل، نشعر بامتنان لدور دولة الإمارات المميز في عملية إعادة الإعمار، ونتطلع إلى جهود من مختلف الدول العربية، مماثلة لأعمال دولة الإمارات، لتتمكن كامل الأحياء القديمة في مدينة الموصل من النهوض من جديد”.
وكانت الإمارات قد دخلت في شراكة حثيثة مع منظمة “اليونسكو” الأممية لإعادة بناء المعالم التاريخية لمدنية الموصل، حيث أن ذلك المسعى هو جزء من جهود الدولة في تعزيز قيم التسامح والتعايش.
المبادرة الإماراتية التي أطلق عليها تسمية “مبادرة إحياء روح الموصل”، تهدف بالشراكة مع اليونسكو، إلى إعادة بناء المسجد النوري والمئذنة الحدباء وكنيستي الطاهرة والساعة داخل المدينة. حيث لم تفرق المبادرة بين أي من المواقف الدينية والثقافية.
وتم وضع حجر الأساس لمبادرة الإمارات/اليونسكو خلال عام 2018، بعد شهور قليلة من تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي. وقد كانت المبادرة الأولى من نوعها في عملية إعادة إعمار العراق، حيث تعهدات الإمارات بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لأجل هذه العملية.
المبلغ ساعد في بدء خطوات الاستجابة العاجلة لحاجات مدينة الموصل وقتئذ، ووفر فرص عمل وتأهيل وتدريب لقرابة ألف شابة وشاب عراقيين. وانتهت المراحل الأولى من العمل بإعادة الترميم، بعد قرابة سنتين من الانطلاق، في ربيع عام 2020، لكن حالات الحظر العام بسبب جائحة كورونا أبطأت بعض الأعمال في قطاعات إعادة الترميم.
لكن منذ قرابة أربعة أشهر، بدأت الأعمال في المرحلة الثانية والنهائية، حيث من المتوقع أن تنتهي خلال مدة أقصاها عامين.

والمساهمة الإماراتية في إعادة إعمار المناطق الأثرية في الموصل، هي جزء من الجهود الإماراتية الكلية في إعادة إعمار العراق، حيث تعتبر الإمارات الدولة الثانية على مستوى العالم فيما يخص الالتزامات بعملية إعادة الإعمار.
وساهمت الدولة بنصف مليار دولار في الجهد الدولي لإعادة الإعمار، إلى جانب 700 مليون دولار في عمليات التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، إلى جانب الاستجابة الإنسانية لمنطقة الموصل، التي قدرت بحوالي 50 مليون دولار.
الجهود الإماراتية تراوحت بين إعادة تطوير معسكر الرشيد، الذي يخلق آلاف الفرص للشبان العراقيين، ويوفر بنية تحديثية وتطويرية لمناطق وسط العراق، كذلك تساهم شركة موانئ دبي العالمية في إعادة تنمية ميناء أم قصر العراقي. لكن المساهمة الإماراتية تتوزع لتساهم في قطاعات ومشاريع دعم الاستقرار والمصالحة والتعايش السلمي والإجراءات الخاصة بتهيئة البيئة المناسبة للاستثمار في نحو 212 مشروعا، في جميع قطاعات الاقتصاد العراقي، من بينها مشاريع في كردستان.
بدوره، أشاد بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية إغناطيوس أفرام الثاني بجهود دولة الإمارات في ترميم الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية على حد سواء، التي اعتبرها جزءا من “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي رعتها الإمارات بين أديان العالم.
البطريرك أفرام الثاني، بطريرك الكرسي الأنطاكي الرسولي ورئيس أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، أكد في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، على أن جهود الإمارات “هي رسالة واضحة في العيش المشترك والآمن لأبناء مختلف الديانات والقوميات في المنطقة”.
وتابع، “إنها تدل على أن جهود الإمارات ذات هوية إنسانية شاملة، ولا تتوخى أية مكاسب سياسية”، مذكرا بأن المساعي الإماراتية هي بمثابة “استثمار إماراتي بعيد الأمد في المستقبل المشترك”.