قلق أوروبي على لبنان وعقوبات قيد التفعيل

10 سبتمبر 2021
قلق أوروبي على لبنان وعقوبات قيد التفعيل

 

أبدى الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وهو أرفع مسؤول عسكري أوروبي،  قلق الاتحاد الاوروبي على الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، ويحذر من تحول لبنان دولة فاشلة، موضحاً أن زيارته لبيروت تهدف الى استكشاف حاجات الجيش اللبناني والاستماع الى الأولويات المطلوبة، تمهيداً للبحث من خلال مبادرات أوروبية، عن طرق لتوفير التمويل لمشاريع.
لكن على رغم الظروف الراهنة، يبدو رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الاوروبي مطمئناً، أقله حتى الآن، الى معنويات الجيش اللبناني. ويقول لـ”النهار العربي”:  في ظروف كهذه، يمكن اعتبار وضع الجيش اللبناني مميزاً بطريقة ما. فعلى رغم الأزمة الاقتصادية والنقص في الرواتب والمشاكل في الامدادت وحتى في الطعام، لا يزال الجنود يتمتعون بالمعنويات والارادة للتضامن مع البلد والشعب”.
وقبل غراتسيانو، زار الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الامنية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل بيروت أيضاً والتقى المسؤولين السياسيين. فمن مصلحة أوروبا، بحسب الجنرال الايطالي، أن يكون لبنان، البلد المهم جدا والمتعدد الطوائف والمرتبط جداً بالاتحاد الاوروبي، مستقراً وقوياً.
ومن منصبه العسكري،  يوجه رسالة دعم قوية الى الشعب اللبناني والقوى الامنية، ويتعهد بذل كل ما في وسعه لدعم الجيش.ويدرك غراتسيانو بأن الازمة لااقتصادية في لبنان سببها سياسي، لذا يبرز الحاجة الى تأليف حكومة. وكمسؤول أوروبي، يؤكد العمل بقوة للحفاظ على الجيش عند مستوى الفعالية ودعم العملية السياسية بطريقة غير مباشرة.
ورغم كل المشاكل التي يعانيها لبنان وتخلفه عن سداد ديونه، لا يبدو أن أوروبا تتحسب لمواجهة دولة فاشلة في لبنان. ويقول غراتسيانو: “صحيح أن لبنان تخلف عن سداد ديونه، ولكن  ثمة احتمال للانتعاش في حال اتخاذه الخطوات التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي لتطبيق الاصلاحات، ويمكن عندها الاقتصاد أن ينطلق مجدداً”.
وهو يحمل اللبنانيين مسؤولية منع مثل هذا المصير لبلادهم، قائلاً: “على المجتمع الدولي مسؤولية  عدم ترك لبنان وحده، ولكن المستقبل بيد اللبنانيين لحل بعض المشاكل الداخلية العالقة”.
وزارى غراتسيانو مع وفد عسكري أوروبي  الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيعه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، على أن يتوجه اليوم الى الناقورة للقاء قيادة “اليونيفيل”.

وعن تقويمه لوضع الجيش اللبناني بعد لقاءاته، قال: “نظراً للوضع الراهن يمكن اعتبار وضع الجيش اللبناني ممتازاً نوعاً ما. على رغم المشاكل الاقتصادية والنقص في الرواتب والمشاكل في الامدادت وحتى في الطعام، لا يزال الجنود يتمتعون بالمعنويات والارادة للتضامن مع البلد والشعب. وهم يقومون بعمليات يومية مهمة. هناك بعض المساعدات التي تأتي من بعض الدول، ولكننا نحتاج الى دعم منهجي”.
سئل عن تفويض الرئيس الاميركي جو بايدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بتوجيه ما يصل إلى 47 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية، وهل ثمة مبادرة أوروبية مماثلة في هذا الشأن، فذكر بأن الاتحاد الاوروبي قدم نحو 30 مليون يورو في الماضي للبنان. وهناك دعم يأتي من دول كألمانيا وإيطاليا وفرنسا واسبانيا وكندا وبريطانيا.
وذكر بأن زيارته  زيارته تهدف الى استكشاف حاجات الجيش اللبناني والاستماع الى الأولويات المطلوبة، تمهيداً للبحث من خلال مبادرات أوروبية عن طرق لتوفير التمويل لمشاريع.
ولئن لفت الى أن الحاجات والأولويات يحددها قائد الجيش الجنرال جوزف عون، وأكد أن الأهم حالياً هو ضمان الفعالية العملياتية للجيش، وذلك من خلال توفير قطع غيار وصيانة وطعام للجنود ورعاية صحية.
وهل يخشى الاتحاد الأوروبي ألا يتمكن الجيش من إتمام مهماته بفاعلية بسبب الاضطرابات السياسية؟ قال: “الاتحاد الاوروبي يتابع الوضع من كثب لانه ليس من مصلحته أن يصير لبنان دولة فاشلة.
العقوبات الاوروبية المحتملة على مسؤولين لبنانيين يعرقلون تأليف الحكومة ليست في نطاق منصبه العسكري، ومع ذلك، يقول إأن الاتحاد الاوروبي مستعد لتقديم المساعدة للبنان. وهناك عقوبات أوروبية محتملة ولكنها لم تفعل بعد.
الى ذلك، يقلل الجنرال الايطالي الذي كان قائداً لليونيفيل بين 2007 و2010 شأن المخاوف من احتمال نشوب حرب مع اسرائيل. ويقول: “لم أقلل قط خطر هذا الاحتمال. ولكن المنطقة الحدودية حالياً هي الاكثر هدوءاً في لبنان وربما المنطقة. أعتقد أنه من مصلحة جميع الافرقاء تجنب التصعيد. والاستقرار في المنطقة يتطلب دعماً قوياً للونيفيل. ونطالب جميع الافرقاء التزام ضبط النفس والقرا 1701”.
في اختصار، تعكس زيارة مسؤول عسكري أوروبي بهذا المستوى للبنان قلقاً على  الوضع الداخلي ووضع المؤسسة العسكرية. ويخلص: “أنا هنا لتقديم الدعم لأننا قلقون على الوضع، واعتقد أنه يمكن تجاوز ذلك لكن من المهم أن يعمل اللبنانيون  لتحقيق الاستقرار”.