من كتائب حزب الله إلى عصائب أهل الحق، مروراً بـ”كتائب سيد الشهداء”، شنت الفصائل الموالية لإيران والمنضوية ضمن الحشد الشعبي في العراق، اليوم الأحد هجوماً متزامناً على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وذلك بعيد لحظات على إعلان القوى الأمنية نجاته من محاولة اغتيال عبر استهداف منزله وسط بغداد بطائرة مسيرة مفخخة. وسخر المتحدث باسم كتائب حزب الله، المدعو “أبو علي العسكري،” من محاولة الاغتيال تلك، معتبرا أن “ممارسة دور الضحية أصبح من الأساليب البالية التي أكل الدهر عليها وشرب”.
كما أشار في تغريدة عبر تويتر “ألا أحد في العراق لديه الرغبة بخسارة طائرة مسيرة على منزل رئيس وزراء سابق”، وفق تعبيره.
إلى ذلك، هاجم كل عراقي أو حزب أيد الكاظمي، كاتبا “ألا لعنة الله على من أيدك”.
“لن تعود إلى الحكومة!”
بدوره، وجه أمين عام كتائب “سيد الشهداء”، أبو آلاء الولائي كلمة للكاظمي، عبر “تويتر”، متهما إياه بالتورط في إطلاق الرصاص على المتظاهرين من أنصار تلك الفصائل خلال اليومين الماضيين في بغداد.
كما أكد أن رئيس الوزراء الحالي لن يعين ثانية على رأس الحكومة، كاتبا في تغريدته “أقول لك، عليك أن تنسى أمرين الأول تكرار مهزلة تجديد رئاستك والثاني لن تعاد حتى إلى منصبك السابق”.
“هجوم مفتعل”
إلى ذلك، اعتبرت عصائب أهل الحق، أن مهاجمة منزل الكاظمي “مفتعلة”. وكتب محمود الربيعي، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون أن “الانفجار مصطنع ورمي في الهواء، بهدف إشغال الرأي العام، والتغطية على ما وصفها بـ”جرائم الأمس”، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت بين أنصار الفصائل “الولائية” والقوات الأمنية في العاصمة، احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية.
فيديو الخزعلي
بالتزامن، شارك العديد من الناشطين العراقيين فيديو لزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، من المنطقة الخضراء مساء أمس السبت، اتهم فيه الكاظمي بالتورط في مقتل متظاهرين، معتبرين في كلامه “إدانة صريحة” ودليلا على تورط من وصفوها بالفصائل “الولائية” (نسبة إلى ولائها لطهران) باستهداف مقر رئيس الحكومة فجر اليوم الأحد.
ففي مقطع مصور، خلال مشاركته في العزاء بأحد القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات أنصار الحشد وفصائله خلال اليومين الماضيين، اتهم الخزعلي “الكاظمي بتوجيه أوامره إلى عناصر الأمن بإطلاق الرصاص الحي بشكل تعمد على المحتجين، الذين لم يرفعوا إلا مطلبا واحدا ألا وهو رفض تزوير النتائج الانتخابية”.
كما اعتبر أن تصرف رئيس الحكومة يؤكد تورطه في عمليات التزوير هذه.
تجييش ضد الكاظمي
يشار إلى أن حملة تحشيد وتجييش ضد الكاظمي، فضلا عن موجة اتهامات شنتها عدة فصائل موالية لطهران، سبقت محاولة الاغتيال تلك التي وقعت فجراً.
فمنذ نحو أسبوعين، نفذ أنصار تلك الفصائل المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي، اعتصامات وتظاهرات في محيط المنطقة الخضراء متهمين الحكومة ومفوضية الانتخابات بتزوير النتائج، وذلك بعد أن أظهرت تراجعهم بشكل كبير في الاستحقاق المبكر الذي تم يوم العاشر من تشرين الأول.
كما رفع المحتجون صورا للكاظمي، تتهمه بالقتل والتزوير، وتخونه أيضاً، متوعدة بمحاسبته.