ارتفاع معدلات الانتحار في إيران… الرجال أكثر من النساء

8 نوفمبر 2021
ارتفاع معدلات الانتحار في إيران… الرجال أكثر من النساء

نبه تقرير صحفي في إيران، إلى ارتفاع مقلق لحالات الانتحار في البلاد، من جراء تفاقم الأزمات الداخلية والاقتصادية والاجتماعية، حتى وإن كان بعض أهالي الضحايا يميلون إلى التستر على الوقائع الصادمة.
ونشرت صحيفة “اعتماد” الإيرانية الإصلاحية تقريراً عن تفاقم حالات الانتحار في إيران، مستندة إلى دراسات وتقارير حكومية حصلت عليها، مذكرة إن نسبة المُقدمين على الانتحار تزداد بمعدل 4 بالمائة سنوياً.
وأوردت أن العام الماضي شهد 3589 حالة انتحار، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تاريخ إيران، فضلا عن الحالات التي يتم حجبها من قِبل الأهالي لأسباب اجتماعية، خصوصاً في أوساط النساء.
وضجت منصات التواصل الاجتماعي الإيرانية طوال الفترة الماضية بقصة انتحار الشاب روح الله بارازيده في مدينة باسوج الإيرانية.
والشاب الذي كان في العقد الثالث من عُمره، كان قد ذهب إلى مؤسسة اجتماعية في المدينة، تقدم المساعدات لعائلات قدامى المحاربين الإيرانيين، حيث كان والد بارازيده واحداً من أشهرهم، مهدداً برمي نفسه من فوق بناء المؤسسة ما لم يتحقق طلبه، وحينما رفض المشرفون على المؤسسة الاستجابة لطلبه، نفذ تهديده ورمى نفسه من فوق البناء.
وتنشر وسائل التواصل الاجتماعية في إيران، بشكل متكرر قصصاً وأحداثاً عن حالات مماثلة، حتى أنها صارت الأكثر رواجاً وجذبا للانتباه.
وكانت قصة المُدرس المُنتحر بسبب ديوناً لا تزيد عن 200 دولار أكثرها بروزاً خلال الشهور الماضية، فحسب الورقة التي وجدت في جيوب المُدرس المُنتحر، فإنه لم يتمكن من الحصول على أي عمل آخر في مدينته غيراش، إلى جانب عمله في التدريس، وظل طوال خمسة أشهر يحاول تسديد ديونه، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك.
وحسب دراسات منظمة الصحة العالمية، فإن المُعدل السنوي للانتحار في إيران هو 5.3 حالة انتحار لكل 100 ألف مواطن في العام، ونسبة الرجال هي تقريباً ضعف نسبة النساء المُنتحرات، كما أن الانتحار في أوساط المتزوجين أعلى مقارنة بأوساط العزاب.

الأسباب الموضوعية لذلك الارتفاع في حالات الانتحار وتفاوتها حسب الجنس، أعادتها المنظمة إلى أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية تعيشها إيران، حيث يفشل المزيد من الآباء في تأمين الحد الأدنى من المعيشة والحاجات الأولية الأبسط لعائلاتهم، مما يدفعهم إلى الدخول في حالات من الضغوط الحياتية والنفسية، وثم الإقدام على الانتحار.
وشرحت الباحثة الإيرانية مرام بيناهي في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، الفروق الجوهرية بين حالات الانتحار في إيران، قائلة إنها ردة فعلٍ واضحة على الأحوال المعيشية والحريات العامة في البلاد، وتختلف عن حالات الانتحار لأسباب نفسية واجتماعية.
واستطردت “أغلب حالات الانتحار تجري في الأماكن العامة، البارزة والواضحة، مثل رمي النفس تحت القطارات وسط العاصمة، حيث تسجل حالات انتحار متتالية، أو بالقفز من أعلى الأبنية الشاهقة في ذروة التجمعات البشرية، مثل عمارة الألمنيوم وبرج يلاسكو وسط العاصمة طهران”.
وخلصت إلى أن تلك الأشكال من الإقدام على الانتحار تمثل محاولة لإثارة الرأي العام ومعاقبته وقول المُنتحر للمُجتمع إنه لم يجد أحدا من بينهم يساعده أو يؤازر قضيته.
وأثرت ضغوط الحياة على العائلات الإيرانية على أكثر طبقات المُجتمع الإيراني هشاشة. فالأرقام الرسمية تقول إن 250 طفلاً إيرانياً أقدموا على الانتحار خلال السنوات الماضية، مفسرة ذلك بتراجع مستويات التعليم وزيادة معدلات الفقر وسوء الحماية التي توفرها أجهزة الدولة للأطفال.
وحسب الإحصاءات الإيرانية نفسها، فإن قيمة العملة الإيرانية تراجعت بأكثر من 50 في المائة خلال السنتين الماضيتين، كما أن 40 في المئة من المواطنين الإيرانيين لا يستطيعون الحصول على الحد الأدنى من الحياة الكريمة، بما في ذلك الطعام والكسوة.
وهذه الظروف تفاقمت خلال الفترة الماضية بسبب العقوبات الدولية على إيران، والتصعيد السياسي والأمني الذي تشهده في ملفها النووي، إذ تنسحب المزيد الشركات والاستثمارات من إيران.