أكدت مسؤولة رفيعة في البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيؤكد للشركاء الخليجيين، أثناء زيارته المنطقة هذا الأسبوع، على التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة، مشددة على التمسك بالخيار الدبلوماسي والعقوبات للتصدي لإيران، ومطالبة شركاء بلادها بالامتناع عن التطبيع مع النظام السوري.
ولفتت المسؤولة الأميركية، التي طلبت عدم ذكر اسمها، إلى أن التركيز على التحديات التي تفرضها الصين لا يعني مغادرة منطقة الشرق الأوسط، موضحة أنه بالرغم من التساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بالمنطقة فإنها تحتفظ بعشرات الآلاف من الجنود في عدد من القواعد.
وتابعت المسؤولة، “الانسحاب من أفغانستان ما كان ممكنا لولا القواعد الأميركية في منطقة الخليج والشراكة مع حكوماتها، فضلا عن مساهمة قوات هذه الدول التي لبت الطلب الأميركي للمساعدة”، معتبرة أن هذا التعاون يبرز قيمة استثمار الولايات المتحدة عسكرياً في منطقة الخليج.
كما أوضحت المسؤولة في البنتاغون أن وزير الدفاع سيتناول خلال زيارته المنطقة تصميم الولايات المتحدة على الإبقاء على قوات عسكرية في العراق وسوريا، لمساعدة الشركاء على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت المسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية إن “دول الخليج تدعم تمسك الولايات المتحدة بالدبلوماسية لحل أزمة الملف النووي في مفاوضات فيينا، وهي في الوقت عينه تبدي دعما للولايات المتحدة في التصدي للعدوانية الإيرانية بالمنطقة”، وفق تعبيرها.
وأضافت أن “إيران ارتدعت بالمعنى التقليدي لأنها لا تسعى إلى مواجهة تقليدية مع الولايات المتحدة، لعلمها بأنها ستُهزم عسكريا، لذا تستثمر طهران في وسائل غير مكلفة عبر دعم وتدريب مجموعات إرهابية للضغط على واشنطن وشركائها”.
واعتبرت المسؤولة الأميركية ألا حل عسكريا لهذا الأمر، وأنه ينبغي العمل على حرمان إيران من الاختباء وراء وكلائها وتعزيز القوى الأمنية والحكومات للتصدي لها”.
ورأت المسؤولة الأميركية أن “احتمال سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى نزاع أمر جاد للغاية”، مضيفة “عندما يلجأ البنتاغون إلى الرد العسكري ضد المجموعات المدعومة من إيران، فهو يأخذ في الاعتبار استخدام القوة لإيصال رسالة قوية حول استعداد الولايات المتحدة الدفاع عن نفسها من دون الانزلاق إلى نزاع تقليدي”.
التطبيع مع الأسد
وتعليقا على زيارة وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد إلى دمشق ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، قالت المسؤولة الأميركية إن “شركاء بلادها ينبغي أن يعوا أن نظام الأسد تمكن من البقاء واستعادة السيطرة على أراضٍ بدعم من إيران وروسيا”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة حازمة في رفضها التطبيع مع نظام الأسد، وأن شركاء واشنطن ينبغي أن يشاركوها في العمل على مصلحة سوريا المتمثلة في استقرارها وأمنها، وأن يحكمها نظام لا يستخدم الأسلحة الكيميائية ولا يعذب مواطنيه حتى الموت”، وفق تعبيرها.
وقالت المسؤولة في البنتاغون إن “العقوبات الأميركية على سوريا مصممة بطريقة تجعل الاستثمارات التي يستفيد منها نظام الأسد وداعموه عرضة هي نفسها للعقوبات، مشددة على أن تبقى هذه العقوبات رادعاً قوياً لشركاء واشنطن عن الانخراط بعلاقات مع نظام الأسد.