رحب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على هامش زيارته دبي، باستقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، واصفاً الخطوة بأنها عامل يساهم في التهدئة لأنها كانت من العوامل التي كانت تعيق عمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ورأى ان الاستقالة يجب أن تمكن الحكومة اللبنانية من العمل “وانا أتمنى الآن ان يتمكن الرئيس ميقاتي بسرعة من عقد اجتماع للحكومة كي يتمكن من العمل بأقصى الجهود”.
ورد ماكرون على أسئلة “النهار العربي” في لقاء مع عدد من الصحافيين واكبوا زيارته الخليجية. ودعا جميع القوى السياسية في لبنان الى تمكينه من التقدم في عمل حكومته. وردا على سؤال لـ النهار العربي” عما اذا كان يفكر في عقد مؤتمر للقوى اللبنانية على غرار اجتماع سان كلو قال، “الحل في لبنان على المدى الطويل يمر عبر عمل سياسي وقدرة نساء المجتمع اللبناني ورجاله على ان يتمكنوا من إدارة البلد لخدمته وليس لخدمتهم الشخصية، لكن هذا يتطلب مساعدة الاسرة الدولية، ونحن نقوم بها منذ البداية، ومساعدة إقليمية، آخذين بعين الاعتبار موقع لبنان في المنطقة. وسنرى في نهاية هذه الجولة في الخليج، وأبقى حذرا لكنني اتمنى على الصعيد الاقتصادي والسياسي ان اعيد التزام دول الخليج بلبنان لمساعدته على الخروج من هذا الوضع، وهذا أحد اهدافي في هذه الزيارة عندما أتكلم عن الجهود للسلام والامن في المنطقة. وانا أرى ان للسعودية دورا أساسيا تاريخيا”.
وسأل “النهار العربي” ماكرون اذا كان سيشارك أصدقاءه في الامارات في إعادة فتح الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد فقال، “لا، هذا خيارهم ونحن مستمرون في سياستنا إزاء سوريا وفي العمل من اجل مكافحة الإرهاب لان حربنا ضد الإرهاب لم تنته في المنطقة العراقية السورية”.
وتناول ماكرون موضوع النووي الإيراني والمفاوضات في فيينا وقال، “اعتقد ان هذه الجولة اذا لم تتم بسرعة، أتصور انها لن تعود قريباً، ولكن الاتفاق ليس مستبعدا، فالجميع يدرك انه اذا لم يكن هناك حل لموضوع النووي وأيضا لمواضيع المنطقة يضعف الجميع، وهو عامل يزيد التناقض وانا أرى موضوع النووي أساسيا ولكنني أرى ان علينا ان ندفع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع الدول الإقليمية الى التفاوض”.
ورأى أن “على وكالة الطاقة الذرية ان تتمكن من متابعة ما تقوم به ايران من تخصيب لليورانيوم، فحضور المراقبين الدوليين في ايران مهم جدا. والجميع يعرف انهم خصبوا. والخيار الآخر هو إبقاء العقوبات او التشدد، ولكن الهدف هو استقرار المنطقة وانا لا أرى ان التشدد غير صالح لاستقرار المنطقة، كما ان اعطاءهم الأموال ورفع العقوبات من دون مقابل أيضا غير صالح لاستقرار المنطقة، لذلك ينبغي تجنب ان يحصلوا على السلاح النووي والا تكون الوسائل لمنعهم من ذلك أيضا عامل زعزعة لاستقرار المنطقة”.
وتكللت زيارة ماكرون دبي بتوقيع عقد لبيع الامارات 80 طائرة “رافال” فرنسية إضافة الى 12 طوافة من طراز “كاراكال” بأكثر من 17 مليار دولار.
والتقى ماكرون رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد في خلوة في القاعة الرئاسية في مركز المعرض العالمي 2020. وقال مصدر رئاسي فرنسي بعد اللقاء ان الرئيسين تناولا تحديات المنطقة واخراج المرتزقة الاجانب من ليبيا طبقا لنتائج المؤتمر الدولي لليبيا الذي عقد في باريس في 12 تشرين الثاني الماضي.
وبدأ ماكرون جولته الخليجية بدبي ومنها الى الدوحة للقاء اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ثم ينهيها اليوم في جدة بلقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.