أحداث عالمية طبعت العام 2021

28 ديسمبر 2021
أحداث عالمية طبعت العام 2021

أتاح نحو عشرين لقاحاً ضدّ “كورونا” الحدّ من الوفيات الناتجة عن الوباء في أغنى دول العالم، لكنّ وضع الدول الفقيرة يشكّل التحدّي الأساسي للعام 2022. وتجمّعت دول العالم حول مؤتمر الأطراف من أجل المناخ في اسكتلندا وتعهّدت اتخاذ تدابير وإجراءات للحد من تداعيات الاحترار المناخي، لكنّ العبرة في التطبيق. في هذا الوقت، دفعت الكوارث الناتجة عن التغير المناخي آلاف الأشخاص إلى الفرار من منازلهم.
استعاد العالم شيئاً من النمو الاقتصادي، لكن ترافَق ذلك مع ارتفاع في نسبة التضخم، وعلى خلفية اضطرابات في سلاسل التموين وتوترات جيوسياسية متنامية في أوروبا وآسيا. واهتز النموذج الديموقراطي جراء الهجوم على الكابيتول في واشنطن، وأيضاَ نتيجة سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان وسلسلة انقلابات عسكرية، منها في أفريقيا. وشهد غزو الفضاء تطورات جديدة مع بدء السياحة الفضائية.
في الآتي، عرض لأبرز الأحداث التي طبعت العام 2021:
“كورونا” باقٍ
توفي أكثر من خمسة ملايين شخص بالفيروس رغم تلقّي سكان العالم نحو ثمانية مليارات جرعة من اللقاحات، فيما لا تزال الدول الفقيرة تكافح للحصول على اللقاحات.
شهد العالم تدابير حجر صحي وإغلاق جديدة، كانت لافتة على وجه الخصوص في المدن الأوسترالية الرئيسية. لكن أعيد فتح الحدود ببطء فيما نُظّمت دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو بعد عام من موعدها المقرّر من دون جماهير.
وأواخر العام، عاد الوباء ليتفشى في أوروبا، ما دفع بعض الدول لإعادة فرض القيود. لكن بينما عزّزت اختبارات سريرية ناجحة لعقارات مضادّة لكوفيد الآمال حيال إمكانية عودة الوضع إلى طبيعته، ظهر متحوّر “أوميكرون” الجديدة شديدة العدوى.
الولايات المتحدة: أحداث الكابيتول
اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الكابيتول، عرين الديموقراطية الأميركية، في السادس من كانون الثاني في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية التي جرت قبل شهرين على ذلك. وشكّل الهجوم صدمة للعالم.
وتمّ تنصيب بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة بعد أسبوعين، في مراسم خالف ترامب فيها التقليد المستمر منذ 152 عاماً عبر رفضه الحضور. وفي 13 شباط، تمّت تبرئة ترامب من تهم التحريض على أعمال العنف التي وقعت في الكابيتول في محاكمة تاريخية ثانية عقدها الكونغرس لعزله، بعدما وحّد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون صفوفهم.
سجن نافالني
في 17 كانون الثاني، أوقف المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني لدى عودته إلى موسكو، بعد خمسة شهور من خضوعه للعلاج في ألمانيا في أعقاب محاولة لتسميمه اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شخصياً بتدبيرها. ونفت موسكو أيّ علاقة بالعملية.
وفي شباط، حُكم على نافالني، بالسجن عامين ونصف العام بتهم الاختلاس التي يقول إنّها مدفوعة سياسياً. وفي تشرين الأول، منحه البرلمان الأوروبي جائزة ساخاروف لحقوق الإنسان للعام 2021.
عام الانقلابات
في الأول من شباط، أوقفت الزعيمة البورمية #أونغ سان سو تشي في انقلاب أنهى التجربة الديموقراطية التي استمرت عقداً في البلاد. وقُتل أكثر من 1200 شخص وتم توقيف الآلاف أثناء قمع الاحتجاجات الحاشدة ضدّ المجموعة العسكرية الحاكمة.
تواجه سو تشي احتمال سجنها لعقود إذ تمّت إدانتها في محاكمة ندّد بها كثيرون على اعتبارها مسيّسة. وفي 24 أيار، نفّذ الكولونيل المالي أسيي غويتا انقلاباً كان الثاني في البلد الواقع في غرب أفريقيا خلال 10 أشهر. وفي تموز في تونس، تولّى الرئيس قيس سعيّد، صلاحيات واسعة النطاق، مشيراً إلى مخاطر تواجه البلد الذي كان مهد الربيع العربي.
وتمّت الإطاحة برئيس غينيا ألفا كوندي في انقلاب عسكري وقع في الخامس من أيلول. وفي 25 تشرين الأول في السودان، اعتقل الجيش الأعضاء المدنيين في الحكومة الانتقالية التي شُكّلت بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
حرب بين إسرائيل و”حماس”
في الثالث من أيار، اندلع العنف بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية أشعلته محاولات مستمرّة منذ سنوات من قبل مستوطنين يهود لطرد عائلات فلسطينية من المنطقة. وجُرح المئات فيما اتّسعت رقعة العنف إلى مجمّع المسجد الأقصى.
وبعد أسبوع من اندلاع أولى المواجهات، أطلقت حركة “حماس” الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة صواريخ باتّجاه إسرائيل، التي ردّت بدورها، لتندلع حرب مدّتها 11 يوماً أسفرت عن مقتل 260 فلسطينياً و13 إسرائيلياً بينهم جنديّ. وفي 13 حزيران، تولّت السلطة في إسرائيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء المتشدد نافتالي بينيت، ليسدل الستار بذلك على حكم بنيامين نتنياهو الذي استمرّ 12 عاماً.
عودة “طالبان” إلى السلطة
دخلت حركة “طالبان” كابول من دون أن تواجه أيّ مقاومة في 15 آب، بعد هجوم خاطف أعقب انسحاب القوات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي. واستعادت السلطة بعد 20 عاماً من الإطاحة بها على أيدي تحالف دولي قادته الولايات المتحدة. وفيما ساد الذعر، توجّه كثيرون إلى مطار كابول للهرب من البلاد فيما تمّت عملية إجلاء سادتها الفوضى لديبلوماسيين وأجانب وأفغان. وقتل البعض خلال تدافع وقع في المطار فيما لقي العشرات حتفهم لاحقاً في تفجير انتحاري.
هزّة في أوروبا
بدت رفوف المحال التجارية في بريطانيا، التي غادرت السوق الأوروبية الموحدة في الأول من كانون الثاني، فارغة في ظلّ أزمة وقود ناجمة عن نقص في العمالة، وخصوصاً سائقي الشاحنات.
كذلك، أدّى بريكست إلى توتر العلاقة مع إيرلندا الشمالية، وبين المملكة المتحدة وجيرانها على خلفية ملفَّي الصيد والمهاجرين. واندلع سجال بين لندن وباريس بعدما لقي 27 مهاجراً حتفهم إثر غرق مركبهم في المانش في تشرين الثاني.
أما في ألمانيا، فغادرت المستشارة أنغيلا ميركل لمغادرة السلطة بعد 16 عاماً في منصبها وفاجأت الجميع بطلبها وضع أغنية “بانك” خلال مراسم وداعها الرسمي. واندلع خلاف في الاتحاد الأوروبي بعدما قرّرت المحكمة الدستورية البولندية في السابع من تشرين الأول بأنّ القانون الأوروبي لا يمكن أن يطبّق إلا في مجالات معيّنة، ما وضع وارسو في مواجهة مع باقي التكتل.
التغيّر المناخي
حذّر خبراء من الأمم المتحدة في تقرير حصلت عليه “فرانس برس” في حزيران من أنّ الاحترار العالميّ بأكثر من درجة ونصف الدرجة لمدة طويلة والذي تم التوافق عليه في اتفاق باريس للمناخ قد يؤدي إلى “عواقب تستمرّ لقرون ولا يمكن عكسها”.

في الأثناء، شهد العالم أحداثاً متزايدة فريدة مرتبطة بالمناخ، من فيضانات كارثية في ألمانيا وبلجيكا وصولاً إلى حرائق غابات في الولايات المتحدة وروسيا وتركيا واليونان وإسبانيا والجزائر.
وفي حزيران، ارتفعت الحرارة في غرب كندا إلى نحو 50 درجة مئوية. وفي تشرين الثاني، تعهّدت نحو 200 دولة في قمة “كوب26” للمناخ التي عقدت في غلاسكو تسريع وتيرة المعركة ضدّ ارتفاع درجات الحرارة. لكنّ الالتزامات لم ترق إلى التدابير التي يقول العلماء إن العالم يحتاجها لاحتواء الارتفاع الخطر في درجات الحرارة.
حدثان عربيّان خطفا الأنظار عالمياً
دخل مسبار “الأمل” الإماراتي مدار كوكب المريخ لتصبح الإمارات أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر، بعد أن أعلنت في أيلول 2020 أنّها ستقوم بإرسال مستكشف قمري إماراتي الصنع إلى القمر بحلول 2024. وهدفت المهمة إلى تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في غلاف المريخ الجويّ، فحمل مطيافاً بالأشعة دون الحمراء لقياس الغلاف الجويّ السفليّ، وجهاز تصوير عالي الدقة لتوفير معلومات عن الأوزون، بالإضافة إلى مطياف فوق بنفسجي لقياس مستويات الأكسجين والهيدروجين.
لكنّ طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال المئة عام المقبلة بحلول سنة 2117. ووظّفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لتصوّر كيف يمكن أن تُبنى مدينة على الكوكب الأحمر.
وفي انتظار ذلك، تخطّط لإقامة “مدينة المريخ للعلوم” في الصحراء بتكلفة تبلغ نحو 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ.
أمّا الحدث الثاني فتمثّل باستضافة دبي منذ تشرين الأول معرض “إكسبو” العالمي الذي سجّل حتى اليوم أكثر من 8 ملايين زيارة منذ افتتاحه. وهو أكبر حدث ينظّم منذ بدء جائحة “كورونا”، إذ أقيم أولمبياد طوكيو الصيف الماضي من دون متفرجين في الملاعب لتفادي انتقال الفيروس بسرعة.
أقيم “إكسبو دبي” على مشارف الإمارة بتكلفة بلغت نحو سبعة مليارات دولار، ويضمّ مئات من أجنحة الدول المشاركة ومعارض على مساحات شاسعة. ويواصل الحدث العالمي الأهم في العالم الترحيب بالزوار وسط تطبيق درجات عالية من الأمان والتدابير الصحية الاحترازية في ظلّ استمرار ارتفاع عدد الزوار بصورة ملحوظة من مختلف دول العالم.
أزمة الهجرة بين بولندا وبيلاروسيا
في تشرين الثاني، خيّم آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، في ظلّ درجات حرارة قريبة من التجمّد عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا سعياً للوصول إلى الاتحاد الأوروبي. واتّهم الغرب مينسك بالوقوف وراء تدفق المهاجرين ردّاً على عقوبات فرضت بعد قمع السلطات البيلاروسية في 2020 حركة احتجاجية مناهضة للرئيس ألكسندر لوكاشنكو. ونفت بيلاروسيا وروسيا إثارة الأزمة ونددتا بالاتحاد الأوروبي لرفضه استقبال المهاجرين.
قفزة للضرائب
في تشرين الأول، تبنّى قادة مجموعة العشرين اتفاقية عالمية تاريخية لضريبة الشركات بنسبة 15 في المئة كحدّ أدنى.
وقّعت نحو 136 دولة تمثّل أكثر من 90 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على صفقة بوساطة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لفرض ضرائب أكثر إنصافاً على الشركات متعدّدة الجنسيات.
عمالقة الإنترنت في الولايات المتحدة مثل “غوغل” و”أمازون” و”فايسبوك” و”آبل” – الخبراء بالتّمركز في البلدان منخفضة الضرائب – كانوا الأهداف الرئيسية للوائح العالمية الجديدة.
عودة التضخّم
تؤدّي سلاسل التوريد المعقّدة والأزمة العالمية في المواد الأساسية إلى ارتفاع أسعار المستهلكين في عام 2021.
وزاد التضخم في الولايات المتحدة 6.8%  في تشرين الثاني، وهي أكبر قفزة سنوية في 39 عاماً. ارتفع التضخم في منطقة اليورو بنسبة 4.9%، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود، مدفوعاً بارتفاع أسعار الطاقة.
مواجهة بين الولايات المتحدة والصين
في مواجهة الغارات المتزايدة التي تشنّها الطائرات الحربية الصينية على منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، حذّر الرئيس الأميركي بايدن من أنّ واشنطن تعارض بشدّة التحركات الرامية إلى تقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
حذّر الزعيم الصيني شي جين بينغ، بايدن، في تشرين الثاني من أنّ تشجيع استقلال تايوان سيكون “اللعب بالنار”.
في أوائل كانون الأول، أعلنت الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا وبريطانيا مقاطعة ديبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيجينغ في شباط، ردّاً على انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة من قبل الصين، لا سيما ضدّ أقلية الأويغور في شينجيانغ.
مواجهة في أوكرانيا
حذّر الرئيس الأميركي نظيره الروسيّ في كانون الأول من أنّ موسكو ستواجه عقوبات اقتصادية غير مسبوقة إذا شنّ عشرات الآلاف من القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية هجوماً.
ويُحذّر الاتحاد الأوروبي والناتو من العواقب الوخيمة للغزو، فيما يُطالب بوتين بضمانات بعدم السماح للجمهورية السوفيتية السابقة بالانضمام إلى الناتو. ورفعت التوترات أسعار الغاز إلى مستويات قياسية.
غزو الفضاء
شهد قطاع الرحلات الخاصة إلى الفضاء الخارجي حركة حالياً بعد دخول الشركات العملاقة التي يملكها كلّ من الأميركيين إيلون ماسك وجيف بيزوس والبريطاني ريتشارد برانسون، في سباق.