السفير وجيه قاسم”أبو مروان” واحد من أبرز الشخصيات الدبلوماسية الفلسطينية التي تعرفت عليها خلال سنوات عمري ونشاطي الإعلامي والوطني، كان دبلوماسيا قديرا استطاع بعلمه وعمله وخبرته وقدراته أن يكون سفيرا ناجحا لفلسطين وقضيتها الوطنية في الرباط.
وكان رجلا ودودا، يجمع ولا يفرق، يكسب ولا يخسر، يناقش بوعي رفيع المستوى، وتمكن خلال سنوات عمله الطويلة سفيرا لدولة فلسطين في المغرب، أن يحقق الانجازات ويكسب الأصدقاء ويرفع فلسطين راية ليعرف العالم عدالة القضية وعنصرية وفاشية وعدوانية الاحتلال الاسرائيلي.
علاقتي الشخصية والعائلية مع السفير أبو مروان منذ أواخر الثمانينيات كانت مصدر فخر واعتزاز، تبادلنا الزيارات وتشرفت بزيارته وتلبية دعواته إلى بيته وفي الأماكن العامة على هامش زيارتي لأخي المرحوم محمود معروف، مدير مكتب القدس العربي في الرباط، وعلى هامش مشاركتي في المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بالقضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة التي نظمت في مدن فاس والدار البيضاء والرباط.
كما تشرفت باستقباله في بيتي على هامش زياراته إلى بيروت.
تعرفت على السفير أبو مروان نشيطا وناشطا يمضي وقته ويبذل الجهد من أجل فلسطين وشعبها، يبتسم بثقة عالية ،يحاور الجميع بأعصاب هادئة و بصدر رحب، لم يعرف التعصب ولم يكن مزاجي الهوي، بل صاحب موقف وصاحب مبدأ لا يتغير مع تغيير الطقس.
رحم الله السفير وجيه قاسم (أبو مروان) أحد أعمدة الدبلوماسية الفلسطينية الذي رحل عنا يوم أمس 14 كانون الثاني 2022 في وقت تحتاج القضية الفلسطينية إلى هذا النوع من السفراء الذي كان يقول لي دائما(يجب أن نكون أشداء على الأعداء رحماء بيننا)، وكان يتحدث عن أهمية الوحدة الفلسطينية وضرورة وقف الخلافات والارتقاء مجتمعين إلى مستوى التحديات التي يتعرض لها شعبنا وخاصة التحدي الكبير والرئيسي مع الاحتلال الاسرائيلي.
رحل السفير أبو مروان وفلسطين مازالت بحاجة له ولجهوده ونشاطه .
إلى المهجة من المآقي سعادة السفير الراقي.