يتواصل التصعيد الإعلامي والتوتر بين روسيا من جهة وبين الولايات المتحدة أوكرانيا من جهة أخرى، وذلك على وقع حركة دبلوماسية غربية مكثفة من أجل نزع فتيل الأزمة “الوشيكة”، بحسبما تحاول واشنطن الترويج
الغرب يتهم موسكو بحشد عشرات آلاف القوات على حدود أوكرانيا استعدادا لغزوها، وهو ما تنفيه روسيا التي تشدد في المقابل على أنّها لا تسعى سوى إلى ضمان أمنها، إذ تكشف أوساط مقرّبة من دوائر القرار في روسيا أنّ كييف “تحاول بمساعدة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وإضافة إلى تركيا، إقناع المجتمع الدولي بحتمية هذا غزو لأراضيها”، وهذا ما تنفيه موسكو وتعتبر أنّ هذا الإدعاء “لم يبدأ بأيّ شكل من الأشكال”.
المصادر الروسية تعتبر أنّ أوكرانيا تحاول الحفاظ على هذا التوتر أكبر قدر ممكن من أجل استثماره، وقد ساعدها على ذلك الضخّ الإعلامي الذي انتهجه سياسيون غربيون بارزون قريبون من الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة الأميركية الذين “حددوا تواريخ مفترضة لبدء التدخل الروسي”، في حين “عرضت أنقرة برنامجها من أجل التوسط لإدارة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا”.
وبحسب موسكو، فإنّ واشنطن قد أجّجت هذا التصعيد من خلال “بث صور بواسطة الأقمار الصناعية” واستخدمتها من أجل “تعزيز هذا الجو وإلقاء الضوء على الوجود العسكري الروسي عند الحدود من أجل الإيحاء بهذا التهديد الوشيك”.
أمّا الاستراتيجية الأوكرانية، فقامت بحسب الأوساط الروسية على “شيطنة روسيا وتمثيلها كطرف في الصراع داخل إقليم دونباس”، معتبرة أنّ هذه السياسة هي “واحدة من السياسات المناهضة لروسيا المتبعة في بعض دول الاتحاد الأوروبي” والتي تهدف إلى “إثبات محاولات دمج أوكرانيا مع حلف شمالي الأطلسي (الناتو)”.
أما الهدف الأوكراني خلف تصعيد الصراع في الجنوب الشرقي لحدودها، فتفسّره المصادر الروسية على أنه رغبة كييف في “تكوين رأي عام دولي” تستطيع الاستفادة منه في مراجعة صيغة حلّ النزاع في إقليم دونباس، وكذلك استثماره في “رفض تنفيذ الالتزامات التي قطعتها على نفسها ضمن اتفاقيات مينسك”. المصادر ترى أنّ اتباع كييف لهذه السياسة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى “استمرار التوتر مع موسكو”، وكذلك إلى “تقويض الاقتصاد الأوكراني، وصوله إلى نقطة اللاعودة، خصوصاً إذا قورن ببيانات العام الماضي التي سجّلت انهياراً حاداً في سعر صرف العملة، وتدهوراً في مناخ الاستثمار”.
وتختم المصادر بأنّ هذا كلّه “سيجعل أوكرانيا أكثر عرضة لتأثير الغرب الذي يواصل تعزيز وجودها العسكري بالقرب من الحدود الروسية”.