يحبس الكثيرون في الشرق الأوسط وأميركا وأوروبا أنفاسهم في انتظار نتيجة المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، التي وصلت إلى “مرحلتها حرجة”.
وبدورها، تتابع إسرائيل التطورات عن كثب، مع اقتراب العودة المحتملة إلى الاتفاق. ومؤخراً، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن شروط الاتفاق تهدد القدرة على مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وتقول صحيفة “الجيروزاليم بوست” الإسرائيلية إنه إذا فشلت المحادثات في فيينا، وتخلصت إيران من القيود على برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية، التي تشمل استهداف إسرائيل، لا بد من أن تتصاعد احتمالات الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وخوفاً من فشل الاتفاق في التصدي للطموحات النووية الإيرانية، أبدت إسرائيل استعدادها لضرب طهران، وأكد قائد القوات الجوية الإسرائيلية أن وحدته مستعدة لمهاجمة إيران “غداً” إذا تطلب الأمر.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عن تأثير هجوم إسرائيلي، على الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن شركة “ويكي ستار” قامت بمحاكاة للتعرف على التأثيرات المحتملة على استقرار المنطقة، ولا سيما إيران والسعودية والولايات المتحدة والصين وروسيا.
وتضمنت المحاكاة 31 خبيراً من 13 دولة، مركزة على ثلاثة سيناريوات تشمل ضربة إسرائيلية ناجحة على إيران، وضربة ناجحة جزئياً، وضربة فاشلة.
أولاً، أوضح الخبراء أن الضربة العسكرية الإسرائيلية، بمعزل عن نتائجها، ستقود الشرق الأوسط نحو مرحلة الانتشار النووي، التي لن تقتصر على إسرائيل، بل تشمل إيران وربما المملكة العربية السعودية. وستشجع الضربة المحتملة رغبة النظام الإيراني في امتلاك سلاح نووي، الذي سيعتبره ضمانة ضد الهجمات المستقبلية.
ثانياً، قد تدفع ضربة إسرائيلية فاشلة القيادة السعودية إلى المضي قدماً في برنامجها النووي في أسرع وقت ممكن. في المقابل، ربما تشكل الضربة الناجحة حافزاً للاستفادة من الهجوم ومواكبة البرنامج النووي الإيراني.
التأثيرات على إسرائيل
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الضربة الناجحة قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
مع ذلك، قد تؤثر الضربة الفاشلة سلباً على الموقف الإقليمي لإسرائيل، التي تعتبر شريكاً قوياً لدول الخليج في الشؤون الأمنية، وحاسماً في مواجهة إيران.
وإن أرغمت إسرائيل على العمل بمفردها لمواجهة إيران نووية، فلا بد من أن يظهر واقع جيوسياسي مختلف في الشرق الأوسط. وفي وقت ستؤثر ضربة مماثلة على إيران والسعودية وروسيا والصين والولايات المتحدة، ستنعكس نتائجها أيضاً على موقف إسرائيل الإقليمي.