“حرب بلا رصاص”… بوتين يضعف الاقتصاد الأوكراني؟

20 فبراير 2022
“حرب بلا رصاص”… بوتين يضعف الاقتصاد الأوكراني؟

هزت مخاوف الحرب، الاقتصاد الأوكراني بقطاعاته المختلفة، من عقارات وشركات وموانئ حيوية، وذلك منذ أن بدأت روسيا نشر قواتها على طول الحدود، في نوفمبر الماضي.
يقول سمسار عقارات في كييف بافلو كاليوك، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إنه سرعان ما ندرت الصفقات منذ ذلك الحين، بعدما اعتاد بيع وتأجير العقارات لعملاء من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسرائيل.
ويضيف كاليوك (34 عاماً) ان سوق العقارات في كييف متوقف حالياً “لأننا لسنا متأكدين مما سيحدث غداً”.
تقدر الولايات المتحدة أن 190 ألف جندي روسي وانفصاليين مدعومين من موسكو يحاصرون أوكرانيا، بينما يحذر الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة غربيون آخرون من احتمال حدوث غزو أو هجوم في أي يوم، ما قد يؤدي لعشرات الآلاف من الجرحى والقتلى.
ومن دون الإعلان الصريح عن الحرب أو اتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى فرض عقوبات قاسية وعد بها الغرب، كتبت نيويورك تايمز، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “نجح مرة أخرى في زعزعة استقرار أوكرانيا وتوضيح أن روسيا يمكن أن تدمر اقتصادها”.
فقد أدى الإجلاء المعلن الأسبوع الماضي لمواطنين أميركيين وبريطانيين وكنديين إلى حال من الذعر. وأوقف العديد من شركات الطيران الدولية الرحلات الجوية إلى أوكرانيا.
وكشفت التدريبات البحرية الروسية في البحر الأسود، ضعف موانئ أوكرانيا الحيوية للشحن التجاري.
وبالنسبة للعقارات، يتابع كاليوك “الطلب يقل يومياً”.

يقول مستشار وزير الطاقة الأوكراني بافلو كوكتا، إن القلق الذي ينتشر في كييف هو بالضبط ما يأمل بوتين في تحقيقه.
ويضيف “ما يريدون القيام به هو ما يعادل الفوز في الحرب من دون إطلاق رصاصة واحدة، من خلال التسبب في حالة من الذعر الشديد هنا”.
وقدرت مؤسسة تيموفي ميلوفانوف، رئيس جامعة كييف للاقتصاد والوزير السابق للتنمية الاقتصادية، أن الأزمة الحالية كلفت أوكرانيا بالفعل “مليارات من الدولارات”، في الأسابيع القليلة الماضية فقط. أما الحرب أو الحصار الطويل، فلن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع.
وتابع “إما أن يحدث غزو أو يتأذى اقتصادك”.
تضيف نيويورك تايمز، ان الضربة الرئيسية الأولى وقعت الاثنين الماضي، عندما أعلنت شركتا طيران أوكرانيتان انهما غير قادرتين على الحصول على تأمين لرحلاتهما، ما أجبر الحكومة على تخصيص ما يعادل 592 مليون دولار لضمان استمرار الرحلات عبر المجال الجوي.
وفي 11 شباط، حذرت شركات التأمين التي تتخذ من لندن مقراً لها، شركات الطيران من أنها لن تكون قادرة على تأمين الرحلات الجوية إلى أوكرانيا أو تلك التي تحلق فوق مجالها الجوي.
وأعلنت شركة الطيران الهولندية “كيه.إل.إم”، الشريكة في شركة “إير فرانس كيه.إل.إم”، انها ستوقف خدماتها في أوكرانيا، كما علقت شركة “لوفتهانزا” الألمانية رحلاتها.
وكان ثلثا الركاب، البالغ عددهم 298، الذين لقوا حتفهم عندما أُسقطت طائرة للخطوط الجوية الماليزية شرق أوكرانيا عام 2014 أثناء توجهها من أمستردام إلى كوالالمبور، هولنديين.​