منذ أشهر، بدأ فريق الرئيس الأميركي جو بايدن بوضع الخطط ورصد تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند الحدود الروسية الأوكرانية، بعدما كشفت المخابرات في تشرين الأول الماضي، الخطة الروسية عن غزو الجارة الغربية.
رسم فريق بايدن للأمن القومي 3 محاور أو خطط من أجل مواجهة تحركات بوتين المريبة، وإجهاضها، على ضوء المعلومات التي كشفتها تقارير الاستخبارات الأميركية.
أولها قضى بفضح المخطط الروسي لغزو أوكرانيا عبر إعطاء الضوء الأخضر لحملة إعلامية واسعة تكشف أبعاد التحركات الروسية، بغية منع بوتين من إنكارها.
أما المحور الثاني فتضمن، بحسب ما أكد أكثر من عشرة من كبار مسؤولي الإدارة وغيرهم، لصحيفة نيويورك تايمز، موافقة بايدن على نشر المزيد من القوات الأميركية في دول شرق أوروبا من أجل طمأنة كييف والحلفاء الأوروبيين أيضاً. كما وافق على دعم القوات الأوكرانية بمزيد من الأسلحة النوعية.
في حين، تضمنت الخطة الثالثة أو المحور الثالث موافقة الرئيس الأميركي على تبادل المعلومات الاستخباراتية على نطاق أوسع بكثير مع الحلفاء الأوروبيين مما كان معتاداً في السابق، وضمن حلف الناتو أيضاً، من أجل تجنب الخلافات حول العقوبات الاقتصادية القاسية التي يجب أن تفرض لمواجهة تصرفات بوتين ونواياه.
إلى ذلك، وجه البيت الأبيض رسالة مقتضبة إلى زعيم الكرملين عبر مدير المخابرات ويليام ج. بيرنز، خلال أحد الاجتماعات الصباحية في البيت الأبيض قبل أشهر عدة، مفادها باختصار “نعلم تماماً ما تخطط له”.
أتت تلك الخطوات الأميركية، بعدما حازت المخابرات في تشرين الأول العام 2021 على صور تثبت تحرك القوات الروسية نحو الحدود الأوكرانية.
ولم تكتف بالصور، إذ حصلت أيضاً على خطط الجيش الروسي لشن الهجوم.
على الرغم من ذلك، أقر البيت الأبيض منذ البداية بأن حملته هذه لوقف بوتين قد لا تمنعه من غزو أوكرانيا أو التقدم في مناطق شرقها، لكنها على الأقل كشفت نوايا الروس، ما ساعد في توحيد حلف الناتو المنقسم أحياناً.
وأمر بوتين، مساء أمس الاثنين، قواته بدخول لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا، في خطوة تشكل تحدياً للتهديدات الغربية بفرض عقوبات على بلاده، وتهديداً بإشعال نزاع كارثي مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.
واعترف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين اللتين يسيطر عليهما المتمردون منذ العام 2014.
وفي مرسومين رسميين، أمر زعيم الكرملين وزارة الدفاع بتولي مهام “حفظ السلام” في المنطقتين، ما يمهد الطريق لنشر جزء من القوات الروسية التي تم حشدها عند الحدود، وأثارت المخاوف من احتمال غزو الروس لجارتهم الغربية.
في حين أثارت خطوة الاعتراف بـ”الجمهوريتين” تنديداً دولياً وتهديدات من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض حزمة أوسع من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.