زوجة زيلينسكي: الأوكرانيون لا يستسلمون

9 مارس 2022آخر تحديث :
زوجة زيلينسكي: الأوكرانيون لا يستسلمون


وجهت السيدة الأولى في أوكرانيا أولينا زيلينسكي رسالة إلى وسائل الإعلام العالمية، معتبرة إياها “شهادتها”، قائلة إن “العملية العسكرية الروسية هي في الواقع عملية قتل جماعي للمدنيين الأوكرانيين”.
وأوضحت زوجة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالة عبر “تلغرام”، أنه في الآونة الأخيرة وصلها عدد هائل من الطلبات لإجراء مقابلات من وسائل الإعلام بأنحاء العالم، مشيرة إلى أن هذه الرسالة بمثابة “إجابة” على تلك الطلبات.
وعلى الرغم من أن مكان السيدة الأولى في أوكرانيا لا يزال غير معلوم، فإن زوجها الرئيس قال قبل أيام إن عائلته لا تزال في أوكرانيا، ولمحت هي أيضاً إلى ذلك في رسالتها كونها عنونتها بـ”شهادة من أوكرانيا”.
وقالت زيلينسكي في الرسالة، إن “ما حدث قبل أكثر من أسبوع بقليل من المستحيل تصديقه. كانت بلادنا مسالمة؛ كانت مدننا وبلداتنا وقرانا مليئة بالحياة. في 24 شباط، استيقظنا جميعاً على إعلان الغزو الروسي. عبرت الدبابات الحدود، ودخلت الطائرات مجالنا الجوي، وطوقت قاذفات الصواريخ مدننا”.
وتابعت، “على الرغم من تطمينات المنافذ الدعائية المدعومة من الكرملين، التي تصف هذه العملية بأنها (عملية خاصة)، فإنها في الواقع عملية قتل جماعي للمدنيين الأوكرانيين”.
وتطرقت زوجة الرئيس الأوكراني إلى ضحايا العملية العسكرية الروسية من الأطفال، وذكرت بعضهم بالاسم، قائلة، إن “لعل الأكثر رعباً وتدميراً في هذا الغزو هو الضحايا من الأطفال. أليس البالغة من العمر 8 سنوات التي ماتت في شوارع أختيركا بينما كان جدها يحاول حمايتها، أو بولينا من كييف، التي لقيت حتفها في القصف مع والديها. وأرسيني البالغ من العمر 14 عاماً، الذي أصيب في رأسه ولم يتم إنقاذه لأن سيارة إسعاف لم تتمكن من الوصول إليه في الوقت المناسب، بسبب الحرائق الشديدة”.
وتابعت “عندما تقول روسيا إنها لا تشن حرباً على المدنيين، فإنني أذكر أسماء هؤلاء الأطفال المقتولين، أولا”، مضيفة “تعيش نساؤنا وأطفالنا الآن في الملاجئ والأقبية. وعلى الأرجح أنتم جميعاً شاهدتم الصور من محطتي مترو كييف وخاركوف، حيث يرقد الناس على الأرض مع أطفالهم وحيواناتهم الأليفة. هذه مجرد عواقب للحرب بالنسبة للبعض، وهي الآن حقيقة مروعة بالنسبة للأوكرانيين، ففي بعض المدن لا تستطيع العائلات الخروج من الملاجئ لعدة أيام متتالية بسبب القصف العشوائي والمتعمد للبنية التحتية المدنية”.

وأكملت في رسالتها، “رأى أول مولود جديد في الحرب السقف الخرساني للطابق السفلي، وكانت أنفاسه الأولى هي الهواء النفاث تحت الأرض، واستقبلهم مجتمع محاصر ومروع. في هذه المرحلة، هناك عشرات الأطفال الذين لم يسبق لهم أن عرفوا السلام في حياتهم”.
وشددت السيدة الأولى في أوكرانيا، على الأضرار الجسيمة التي تلحق بالمدنيين في بلادها، مشيرة الى ان “هذه الحرب تدور رحاها ضد السكان المدنيين، وليس ذلك من خلال القصف فقط”، موضحة أنه “يحتاج بعض الأشخاص إلى عناية مركزة وعلاج مستمر، وهو ما لا يمكنهم الحصول عليه الآن. ما مدى سهولة الحصول على حقن الإنسولين في القبو؟ أو الحصول على دواء الربو تحت حريق شديد؟ ناهيك عن آلاف مرضى السرطان الذين يحتاجون بشكل أساسي إلى العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، الذي تم تأجيله إلى أجل غير مسمى”.
كما تحدثت زيلينسكي في رسالتها عن أزمة اللاجئين، إذ غادر نحو مليوني أوكراني بلادهم إلى دول الجوار، هرباً من الحرب.
وقالت، إن “طرقنا مليئة باللاجئين. انظر في عيون هؤلاء النساء والأطفال المتعبين الذين يحملون معهم الألم والحزن من ترك أحبائهم والحياة التي عرفوها وراءهم. الرجال الذين يأتون بهم إلى الحدود يذرفون الدموع لفراق عائلاتهم، لكنهم يعودون بشجاعة للقتال من أجل حريتنا”، مشددة على أنه “على الرغم من كل هذا الرعب، فإن الأوكرانيين لا يستسلمون”.
ووجهت الاتهامات إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين الروس، وقالت إن “المعتدي بوتين، اعتقد أنه سيطلق العنان للحرب الخاطفة على أوكرانيا، لكنه استخف ببلدنا وشعبنا ووطنيتهم. الأوكرانيون، بغض النظر عن الآراء السياسية واللغة الأم والمعتقدات والقوميات، يقفون في وحدة لا مثيل لها”.
وشكرت زيلينسكي الشعب الأوكراني، قائلة، إنني “أشكر مواطني المدن التي تعرضت للهجوم، الذين نسقوا لمساعدة المحتاجين. أولئك الذين يواصلون العمل – في الصيدليات والمتاجر ووسائل النقل العام والخدمات الاجتماعية – يظهرون أن الحياة في أوكرانيا تفوز”.
ثم وجهت الشكر إلى الدول التي قدمت مساعدات إلى أوكرانيا، وقالت، إني “أعبر عن تقديري لمن قدموا مساعدات إنسانية لمواطنينا وأشكركم على دعمكم المستمر. ولجيراننا الذين فتحوا حدودهم بكرم لتوفير المأوى لنسائنا وأطفالنا، أشكركم على الحفاظ على سلامتهم عندما جعلنا المعتدي غير قادرين على القيام بذلك”.​

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.