أحرز الجيش الروسي، تقدماً طفيفاً في أوكرانيا لكن بكلفة باهظة، إذ نجح في احتلال أراض محدودة، بينما تكبد خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، بعد أكثر من أسبوعين من انطلاق الغزو، بحسب ما قالته صحيفة “واشنطن بوست”.
وأضافت الصحيفة، أن الروس أيضاً لا يسيطرون بشكل كامل على الأجواء في أوكرانيا، على الرغم من امتلاكهم لواحدة من أكثر القوات الجوية تقدما في العالم.
بالإضافة لذلك، أشارت إلى أن هجومهم البري على العاصمة كييف يسير ببطء منذ أيام، حيث تقطعت السبل برتل روسي طوله عدة أميال بسبب مشاكل في الإمداد.
وأكدت الصحيفة أن الأدلة تتزايد على أن الغزو لم يتم التخطيط له وأن الجيش الروسي الذي تم التباهي به كثيرا قد لا يكون القوة الهائلة التي كان يخشى منها في يوم من الأيام.
وتنقل الصحيفة عن المسؤول الكبير السابق في البنتاغون باري بافيل، والذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في المجلس الأطلسي القول إن الجميع يرى أن ما يجري حاليا في أوكرانيا بمثابة “مفاجأة… لكن وصفي له بأنه أمر صادم نتيجة عدم كفاءة الروس في أساسيات العمليات العسكرية المشتركة خاصة وأنهم يعتبرون دولة متقدمة”.
وفقا للصحيفة، فإن “هذا لا يعني أن روسيا ربما ستستولي في نهاية المطاف على كييف وتطيح بالحكومة الأوكرانية، لكن الوتيرة المتعثرة للهجوم، الذي اتسم بالارتباك الواضح بين القادة بالإضافة إلى صور الطائرات والدبابات الروسية التي دمرت، أعادت النظر في التوقعات بشأن كيفية تطور الصراع”.
على الصعيد الميداني، استمرت القوات الروسية في إحراز تقدم بطيء جدا حول عدة مدن، وخاصة في جنوب أوكرانيا، حيث يبدو أن العديد من المدن الكبرى معرضة لخطر السقوط في الأيام المقبلة. لكن حتى الآن احتل الروس مدينة رئيسية واحدة هي خيرسون القريبة من القرم.
في الشمال، يبدو الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للروس، حيث من الصعب تمييز حصول أي تقدم يذكر.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي رفيع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، القول إن طابورا من المركبات العسكرية الروسية المتوقفة منذ فترة طويلة شمال كييف اقترب قليلا من العاصمة.
ويقدر البنتاغون أن الرتل العسكري الطويل يبتعد الآن عن وسط كييف بنحو 15 كيلومتر، مقارنة بما يقرب من 20 كيلومتر قبل عدة أيام.
ووصف المسؤول تحركات الرتل الروسي بأنه “زاحفة” وقال إن “من الصعب للغاية” توقع المدة التي قد تستغرقها القوات الروسية للقيام بحركة أكثر جدية.
بالمقابل تؤكد، الصحيفة إن هناك صعوبات في تقييم العدد الدقيق للخسائر الروسية في القتال بسبب قلة المعلومات المتوفرة وصعوبة تحليل الصور ومقاطع الفيديو التي على وسائل التواصل الاجتماعي وتصور الأسلحة والمركبات التي استولت عليها القوات الأوكرانية أو دمرت أو تركت.
نشر الجيش الأوكراني على فيسبوك يوم الأربعاء حصيلة خسائر الروس منذ بدء الغزو، وقال إنها بلغت 12 ألف شخص و526 مركبة و335 دبابة و123 مدفعية و81 طائرة هليكوبتر.
وتشير الصحيفة إلى أنه في حال كانت هذه الأرقام دقيقة، فإن ذلك يعني أن الروس فقدوا ما يقرب من سبعة في المئة من الـ190 ألف جندي الذين حشدتهم موسكو على حدود أوكرانيا قبل بدء الغزو.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الخسائر في صفوف الجنود الروس تشمل القتلى والجرحى وكذلك الأسرى.
وكان مسؤولون استخباريون أميركيون كبار قدروا مقتل ما بين ألفين إلى أربعة آلاف جندي روسي، مع التأكيد أن الأرقام ربما تكون غير دقيقة بناء على المعلومات المحدودة التي لديهم.
وحتى هذا التقدير الأميركي المنخفض لخسائر القوات الروسية من شأنه أن يمثل خسارة غير عادية في الأرواح للجيش الروسي، والذي لا يمكن مقارنته بالجيش الأوكراني، وفقا للصحيفة.
وقارنت الصحيفة بين خسائر القوات الأميركية خلال حربين كبريين استمرت عدة سنوات، حيث أشارت إلى حرب أفغانستان التي استمرت 20 عاماً قتل خلالها نحو 2461 جندي أميركي فقط.
وفي حرب العراق التي استمرت ثماني سنوات قتل حوالي 4500 جندي أميركي، وفقا لإحصاءات وزارة الدفاع.
وقال مايكل كوفمان مدير الدراسات الروسية في معهد”CNA”، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن إن حجم الخسائر الروسية كبير جدا، خاصة عندما يقترن بفقدان مئات المركبات، بما في ذلك حوالي 160 دبابة”.
ووسع الجيش الروسي، الجمعة، هجومه في اوكرانيا وقصف لأول مرة مدينة دنيبرو واستهدف مطارين عسكريين في غرب البلاد في حين بدأ الخناق يضيق حول العاصمة كييف.