في اليوم الرابع والعشرين من العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية، فقدت كييف السيطرة على ميناء ماريوبول الاستراتيجي بعد أسابيع من الحصار، وهكذا لم يعد أمام أوكرانيا منفذ على بحر آزوف جنوباً.
بالتزامن، أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت، أنها دمرت مراكز الاستطلاع اللاسلكي التابعة للقوات الأوكرانية قرب ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود، جنوب غرب البلاد.
فيما أعلن حاكم إقليم لوغانسك في الشرق الأوكراني، فتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين العالقين في المنطقة.
خنادق وصور جديدة لكييف
أما في العاصمة، فحفرت القوات الروسية من جديد خنادق وأقامت سواتر ترابية من أجل إخفاء وحماية آلياتها العسكرية المنتشرة منذ مدة في محيط كييف.
كذلك عززت تواجدها في أقصى الشمال الغربي من العاصمة، حيث شوهدت معدات عسكرية روسية إضافية في قريتي زدفيجيفكا وبيريستانكا.
فيما أعلنت السلطات المحلية في كييف أن 222 شخصاً قتلوا في العاصمة منذ 24 شباط، تاريخ انطلاق العملية العسكرية الروسية، و112 طفلاً في عموم البلاد.
تهديد روسي وأسلحة
بالتزامن، تتواصل الإمدادات العسكرية إلى القوات الأوكرانية، عبر بولندا، فيما هدد أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أي خطوط إمداداً، أو مسيرات تنقل أسلحة لكييف ستكون هدفاً مشروعاً لقوات بلاده، ما يعزز المخاوف الدولية من اشتباك قد يطال دولاً منضوية ضمن حلف شمال الأطلسي.
فيما تكرر الولايات المتحدة كما غيرها من الدول الأوروبية رفضها فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية، لما يمكن أن تؤدي إليه مثل تلك الخطوة من توسع لرقعة الحرب.
تعثر الحوار
أما على الصعيد السياسي، فلا تزال المفاوضات بين البلدين، متعثرة ومعقدة. إذ تتمسك كييف بشروطها ومن ضمنها انسحاب القوات الروسية، وسيادة الأراضي الأوكرانية.
في حين تتشدد موسكو بمطلب ضرورة حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى تحالفات غربية، تعتبرها روسيا خطيرة أو خطاً أحمر.
6 ملايين ونصف لاجئ ونازح
أما على صعيد الملف الإنساني، فقد بلغ عدد النازحين داخليا جراء القتال، بحسب أرقام الأمم المتحدة اليوم السبت ستة ملايين ونصف شخص، أي ما يقارب ضعف عدد الذين تمكنوا من الفرار إلى دول الجوار.
ودخل 3.3 مليون لاجئ أراضي الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي، خلال الأسابيع الأربع الماضية.
أمام تلك التطورات، لا تزال الدول الغربية تعلن باستمرار استعدادها لفرض مزيد من العقوبات على موسكو، بهدف دفعها إلى التراجع، بعد أن فرضت الآلاف منها، شملت عدة قطاعات اقتصادية، ورجال أعمال وسياسيين.
إلا أن الروس الذين أقروا سابقاً بألم تلك العقوبات، أكدوا في الوقت عينه أنهم سيواصلون العملية العسكرية حتى تحقيق أهدافها، وعلى رأسها تجريد كييف من سلاحها، وجعلها بلداً محايداً.
فيما يترقب العالم الثمن الذي سيدفعه الطرفان عند انتهاء هذا النزاع.