لا تزال القوات الإيرانية في سوريا متأهبة خشية من استهداف إسرائيلي يأتيها على حين غرّة. وبدأت الفصائل بنقل عدد كبير من مستودعات الأسلحة والذخائر من محيط مطار دمشق الدولي إلى مواقع محصنة على أطراف الغوطة الشرقية ومناطق بجنوب العاصمة، وذلك وفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
تحت الأرض بمقرّات عسكرية
وأضاف المرصد أن عمليات نقل الأسلحة والذخائر أتت بعد الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمحيط المطار يوم السابع من آذار الحالي، موضحاً أنها نُقلت إلى مواقع محصنة تحت الأرض، إذ تم تخزينها ضمن أقبية أبنية استولت عليها القوات سابقاً وحولتها إلى مقرات عسكرية.
كما أشار إلى أن هذه المقرات تقع على أطراف مدينة المليحة بالغوطة الشرقية والسيدة زينب وبيت سحم وعقربا وببيلا في جنوب العاصمة دمشق.
كذلك كشف المرصد أن عمليات نقل الأسلحة والذخائر كانت تتم عبر شاحنات مخصصة لنقل البضائع وفي ساعات النهار كي لا يتم رصد حركتها في ساعات الليل ويتم استهدافها من إسرائيل.
تحرّكات غير اعتيادية
وعلى مدى الأسابيع الماضية، أجرت القوات الإيرانية تحركات مكثفة وغير اعتيادية في مناطق مختلفة من الأراضي السورية تمثّلت بعمليات إعادة انتشار وتموضع.
وعمدت القوات الايرانية في منطقة غرب الفرات، وتحديداً في البوكمال والبادية والميادين وريفها إلى تغيير مواقع ونقاط تابعة لها والتمركز بنقاط جديدة، إضافة إلى نقل سلاح وذخائر لمواقع أخرى في منطقة الشبلي والمزارع بأطراف وبادية الميادين.
أما في الرقة، فعمدت القوات العاملة تحت الجناح الإيراني إلى إعادة انتشار لقواتها وسلاحها من منطقتين ببادية معدان ونقلهم إلى عمق البادية.
ولم تكتف بذلك، بل قامت بتحركات في منطقة تدمر وباديتها ومناطق أخرى بريف حمص الشرقي، متمثلة بإعادة تموضع في مواقع جديدة هناك وإخلاء مستودعات ونقاط تابعة لها، وأجرت عمليات مماثلة في ضواحي العاصمة دمشق وقرب الحدود مع لبنان بريف دمشق.
إشارة إلى أن هذه التطورات أتت بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الذي تعرض له مطار أربيل ضمن إقليم كردستان العراق والذي طاول منطقة السفارة الأميركية هناك يوم 7 آذار الحالي، وخوفاً من رد إسرائيلي محتمل على تلك الهجمات.