وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مرسوماً بتشكيل وفد للمفاوضات مع روسيا بشأن الضمانات الأمنية، بعد تصريحات كبير المفاوضين مع روسيا أن موسكو وافقت “شفهياً” على مقترحات كييف الرئيسية، وهو ما يعزز الآمال بإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب.
وقال ديفيد أراخاميا كبير المفاوضين، في تصريحات صحفية، إن أي لقاء محتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيعقد “على الأرجح” في تركيا.
وأضاف، “قدم الاتحاد الروسي رداً رسمياً إيجابياً على جميع المواقف، باستثناء قضية شبه جزيرة القرم”، ولفت إلى أنه ليس هناك من “تأكيد رسمي مكتوب”، لكن الجانب الروسي أعرب عن ذلك “شفهياً”.
تصريحات تفتح التساؤلات حول هل سيتم اللقاء بالفعل؟
وقال الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إن جميع دوائر صنع القرار في العالم تترقب هذا اللقاء، الذي سيحدد شكل موازين القوى الجديدة في العالم بعد العملية العسكرية الروسية، التي “منعت تغول الغرب وواشنطن” بالقرب من حدود روسيا.
وأضاف بلافريف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الوضع الحالي للمفاوضات بين الجانبين غير مكتمل الأطوار، وهناك نقاط تشابك كثيرة منها استمرار الدعم الغربي الأميركي لأوكرانيا بالسلاح، واستمرار سيناريو الاتهامات والتزييف للحقائق في محاولة تجييش الرأي العام الدولي ضد موسكو.
شروط اللقاء
وعقدت روسيا وأوكرانيا عدة جولات من المحادثات في بيلاروسيا منذ آذار الماضي، لكنها لم تحرز أي تقدم، قبل أن يجتمع وفدا البلدين في مدينة إسطنبول التركية، الأسبوع الماضي، واستأنفاها الاثنين.
وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، إن أوكرانيا بدأت بإظهار نهج أكثر واقعية في محادثات السلام.
وأضاف أن أوكرانيا وافقت على أن تكون محايدة ولا تمتلك أسلحة نووية، وألا تنضم إلى تكتل عسكري، وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية، في الوقت ذاته إن محادثات السلام ليست جاهزة لعقد اجتماع على مستوى القادة.
بيسكوف يوضح
من جانبه، كشف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف عن شرط لقاء بوتين وزيلينسكي، وهو التوصل إلى اتفاق مكتوب خاص بين البلدين، مضيفاً أن هذا هو ما يسعى إليه الوفدان الآن.
ويؤكد بلافريف أن أي لقاء مرتقب سيتم من أجل التوقيع على الاتفاق النهائي بشروط موسكو التي توافقت فيها مع كييف.
وتوقع بلافريف تعطيل اللقاء من جانب الغرب وواشنطن، قائلا، “يراهن هؤلاء على إطالة أمد العملية العسكرية، فهم يتصورون أن الوقت يحرج روسيا، وهذا غير حقيقي”.
وتابع، “العملية لها أهداف معينة وتنتهي حين تحقيقها، وهذا ما حدث على أرض الواقع، فجميع القدرات العسكرية الأوكرانية التي كانت تتخوف منها موسكو نتيجة دعم أميركا لها تم التخلص منها بالكامل مثل المعامل البيولوجية”.
أسباب أخرى لروسيا
وروسيا وأوكرانيا لا تمانعان في التوصل إلى قرار موحد نحو إنهاء الحرب، ولديهما رغبة كبيرة في الجلوس على “مائدة الحل”، بحسب الباحث السياسي في الشؤون الدولية تامر أبو جامع لعدة أسباب.
ويقول أبو جامع في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” إن التداعيات الاقتصادية للعملية الروسية على موسكو لا يمكن إنكارها، فالعالم أجمع تأثر بالفعل من جراء تلك العملية اقتصاديا.
وأشار إلى تصريحات الوفد الروسي للتفاوض وحتى الكرملين نفسه، التي أكدت أنه لا مانع من جلوس بوتين مع زيلينسكي، على الرغم من رفض موسكو ذلك منذ بداية عمليتها العسكرية.
وأضاف أن هناك تطوراً خطيراً حدث في أرض المعارك، وهو استهداف منشأة نفطية في مقاطعة بيلغورود بالداخل الروسي بطائرات الجمعة الماضية، مما يضع روسيا في موقف صعب ليس عسكرياً لكن شكلياً.
واعتبر أن الهجوم يعد أيضاً إنذاراً لبوتين بضرورة إنهاء العملية العسكرية والتفاوض لمنع شحنات السلاح التي أصبحت بصفة تمر يومياً من واشنطن وأوروبا لأوكرانيا، مما يشكل هذا التسليح نقطة مقلقة لروسيا.