خطوة “غير متوقعة” للمقاتلين الأجانب في أوكرانيا

10 أبريل 2022
خطوة “غير متوقعة” للمقاتلين الأجانب في أوكرانيا

خف الزخم الكبير المصاحب لأجواء حشد المقاتلين الأجانب للانضمام إلى الحرب في أوكرانيا، وبدأت في الأيام الأخيرة عودة عكسية إلى البلاد التي جاؤوا منها ما رسم علامات استفهام كبيرة حول هذه الخطوة المفاجئة.
ومع بدء الحرب 24 شباط، تصارعت روسيا وأوكرانيا في ضم المقاتلين الأجانب والمرتزقة، ما أدى إلى انضمام آلاف المقاتلين لجبهتي القتال.
وأشارت تقارير إلى إعادة بعض المقاتلين إلى بلادهم، على الرغم من تشكيل أوكرانيا فيلقاً دولياً للمقاتلين الأجانب وتدشينها موقعاً إلكترونيا لتلقي طلبات من وصفتهم بـ”المتطوعين”، وترحيب روسيا برغبات مرتزقة للقتال معها.
وحسب معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، فإن إعادة بعض المقاتلين والمرتزقة بعد 45 يوما على الحرب جاءت مغايرة للتوقعات بشأن دور الأجانب في المعركة.
حشد كثيف
وسبقت كييف، موسكو في توجيه دعوة رسمية للأجانب لينضموا إلى أوكرانيا في القتال، ثم حشدت روسيا مرتزقة من مجموعة “فاغنر”، ورحبت برغبات الآتين من سوريا والشيشان في القتال بجانبها.
وتصر كل دولة على أنه انضم عشرات آلاف “المتطوعين” إلى جبهتها، وهو ما اعتبره خبراء عسكريون “وسيلة للدعاية” و”ترهيب” كل طرف من قوة حشد الآخر.
وأشارت الإحصائيات إلى انضمام من 16 ألفا إلى 20 ألف أجنبي للجيش الأوكراني، و20 ألفا للجيش الروسي.

سر العودة
على الرغم من نداءات الأوكرانيين المستمرة للأوروبيين للقتال، أعاد الجيش الأوكراني بعض المقبلين من أوروبا إلى بلدانهم، وأصبح الاختيار على أساس الخبرة العسكرية السابقة للمقاتلين.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عودة عشرات السوريين، على الرغم من إبداء 40 ألف مقاتل رغبتهم للقتال بجانب الروس.
ويستبعد خبير قضايا الأمن الدولي جاسم محمد أن يكون إعادة المقاتلين سببه عزوف روسيا وأوكرانيا عن استقدام أجانب للقتال، وإدراكهما لخطورة الزج بهذه الجماعات في المعارك.
ويرى محمد في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الأسباب تتعلق بالأمور الفنية وخلفيات هؤلاء المقاتلين وخبراتهم القتالية، خاصة أن بعضهم ليست لديه معرفة بحمل السلاح.
ويضيف، “ربما أعلن البعض رغبته في القتال كي تكون وسيلة ينتقل بها لأوروبا، أو ليكون وسيلة جمع معلومات عن روسيا وأوكرانيا”.
كما رصدت جامعة هارفارد الأميركية معاناة مقاتلين أجانب من مشاكل نفسية تعجزهم عن اقتحام خطوط القتال، والبعض الآخر ليست لدية قدرة تحمل ظروف الحرب، ربما لعدم خضوعهم للتدريب اللازم، خاصةً مع اختلاف المناخ والتضاريس.