دفعت المزاعم غير المؤكدة بشأن استخدام روسيا للأسلحة الكيمياوية في أوكرانيا إلى استنفار داخل البيت الأبيض للنظر في تهديدات الرئيس الأميركي جو بايدن، برد فعل وسط حرص الإدارة على تجنب المزيد من التصعيد للصراع.
ويحث البيت الأبيض على توخي الحذر، مشيراً إلى أن استخدام الأسلحة الكيمياوية لم يتم التحقق منه بعد. وقال المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لموقع “بوليتكو” Politico، أنهم “أجروا استعدادات لسيناريوهات بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيمياوية من قبل روسيا، بعد أن أثاروا علنًا ناقوس الخطر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتخذ مثل هذه الخطوة”.
وقال المسؤولون إن “الخيارات العسكرية في أوكرانيا ليست على الطاولة”، مرددين موقف بايدن المتكرر بعدم الرغبة في إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة.
الكلمة التي استخدمها العديد من المسؤولين الأميركيين الذين شاركوا في التخطيط للطوارئ لمثل هذا الهجوم لمدة شهر على الأقل هي كلمة “متناسبة” مما يعني أن أميركا وحلفاءها يعتزمون الرد بطريقة تلائم جريمة الحرب المحتملة.
واقترح البعض أن أميركا وحلفاءها قد يفرضون مزيداً من العقوبات على موسكو أو يعززون دفاعات أوكرانيا بأسلحة متطورة. وتكهن مساعدو بايدن أيضاً أن استخدام الأسلحة الكيمياوية قد يكون الدافع الأخير للدول الأوروبية لوقف استيراد الطاقة الروسية، وهي الأموال التي غذت آلة الحرب لبوتين وملأت خزائن بلاده.
وقبل القيام بأي من ذلك، تتمثل الخطوة الأولى في تأكيد اتهام جماعة عسكرية أوكرانية بأن روسيا استخدمت قبل أمس الاثنين مادة كيمياوية في ماريوبول. وقالت قوات آزوف وهي وحدة قتالية في الخطوط الأمامية تقاتل روسيا في دونباس منذ عام 2014 ومرتبطة بجماعات النازيين الجدد، إن “القوات الروسية أسقطت سلاحاً كيمياوياً من طائرة بدون طيار وسممت ثلاثة أشخاص على الأقل، على الرغم من أن الجنود المتضررين لا يواجهون آثاراً صحية كارثية. وإذا كان هذا صحيحاً، فسيكون هذا أول استخدام معروف للأسلحة الكيمياوية في الحرب التي اندلعت في 24 شباط”.
ولم يثبت المسؤولون الأميركيون والأوروبيون الاتهام بعد، ويقول الخبراء إنه يمكن إجراء تقييم أولي باستخدام الصور أو مقاطع الفيديو، إن وجدت، بينما يقوم المسؤولون الأميركيون أو الغربيون على الأرض بجمع عينات للتحقق بشكل أكثر دقة.
ويمكن لأوكرانيا أيضاً دعوة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، وهي هيئة مراقبة عالمية مقرها في هولندا، لإرسال فريق استجابة سريعة إلى الموقع للتحقيق.
وحذر مسؤولون، أمس الثلاثاء، من أن معرفة حقيقة الوضع قد لا يكون وشيكاً وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتقييم ما إذا تم استخدام الأسلحة الكيمياوية، تماماً كما حدث أثناء الصراع في سوريا في عام 2013.
وقال مسؤول أوروبي إن “لا يوجد تحقيق مستقل في هذا المجال، لذلك من المحتمل أن يكون يستغرق الأمر وقتاً طويلاً”. وصرح مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى للصحافيين، أمس الثلاثاء، بأن “هناك مجموعة من الصعوبات في التحقق من صحة هذه المزاعم”، وأضاف أن “هذه أشياء يصعب إثباتها حتى عندما تكون أكثر قرباً، ونحن لسنا كذلك”.
وبالإضافة إلى ذلك، أثار المسؤولون الأميركيون أسئلة حول مصداقية قوات آزوف، مشيرين إلى أن المجموعة اليمينية المتطرفة قد تكون حريصة على إثارة مواجهة أكبر. وأشاروا أيضاً إلى أن المسؤولين الأوكرانيين، الذين سارعوا إلى اتهام روسيا بارتكاب فظائع، لم يعلنوا بشكل قاطع عن استخدام أسلحة غير مشروعة.