تقوم القنصلية الأوكرانية في العراق بتجنيد مواطنين عراقيين خدموا سابقًا في القوات المسلحة العراقية، للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش الأوكراني ضد روسيا.
وتكشف معلومات استخاباراتية خاصة، أنّ هذا النشاط يقوده الملحق العسكري في السفارة الأوكرانية في بغداد، بواسطة بريد الإلكتروني ينتشر عبر إعلانات على مواقع التواصل الإجتماعي (dao_iq@mfa.gov.ua) من أجل استقبال طلبات المقاتلين، كما يتمّ تداول رقم هاتف خلوي عراقي (9747901394268+) يقوم موظف فيها يُعرّف عن نفسه باسم “أندري”، بالتواصل مع المتصلين المهتمين.
معلومات أخرى مصدرها الميدان الأوكراني، تكشف أنّ الجيش الاوكراني يستخدم هؤلاء المرتزقة العراقيين لتعويض خسائره من المواطنين الأوكرانيين، أي أنهم بمثابة “بارود” لمدافعه أو مقاتلين “درجة ثانية”. ترسلهم القوات المسلحة الأوكرانية إلى الصفوف الأمامية من أجل استخدامهم دروعاً بشرية، بعد أن تزوّدهم بأسلحة ومعدات قديمة، كما في بعض الأحيان تزوّدهم بأسلحة غير صالحة للاستعمال، ناهيك عن حرمانهم من الطعام والشراب.
في حال تعرّضهم للإصابة، تكشف المعلومات أنّ الجيش الأوكراني يحرمهم من الإسعافات الأولية، ويتركهم بلا رعاية صحية وأدوية، ويحتفض بها للإصابات التي تقع في صفوفه وليس للمرتزقة الأغراب.
كما تُنسب الهزائم إلى هؤلاء المرتزقة، ويُخدعون من أجل استدراجهم إلى الأراضي الأوكرانية حيث لا يدفعون لهم الأموال تحت التهديد بـ”الإعدام الميداني”، بحسب ما تؤكد المعلومات. يعاملون كأشخاص من الدرجة الثانية، يُطلقون عليها أسماء غريبة تُستخدم للحيوانات غالباً، كما يقدمون لهم لحم الخنزير، وخصوصاً لـ”مرتزقة البلدان العربية والإسلامية”، كما يضحكون عليهم إذا همّوا إلى الصلاة.
وفيما تصف مصادر دبلوماسية القنوات التجنيد هذه بـ”الفخ” للشباب العراقي، وتستغرب “صمت السلطات العراقية” عن ممارسات السفارة الأوكرانية في بغداد، وخصوصاً سلوك الملحق العسكري فيها، لا يشعر الدبلوماسيون الأوكرانيون بأيّ أسف أو إحراج بذلك.