يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خطابات شبه يومية، متوجهاً بشكل أساسي إلى شعبه، وللدول الحليفة.
ويشير تقرير لصحيفة “الغارديان” إلى أن هناك مجموعة من الكتاب الذين يقومون بصياغة خطابات زيلينسكي، لتبدو كأنها “رسائل نصر” موجهة إلى الوطن.
وألقى زيلينسكي، في اليوم الخمسين من الغزو الروسي، خطابه الليلي للشعب الأوكراني. وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان يتوقع بثقة الاستيلاء على أوكرانيا في غضون خمسة أيام.
وأكد، وهو يقف خارج مبنى إدارته المقام على الطراز الكلاسيكي الجديد في وسط كييف، أن “بوتين الآن يكوِّن صداقات مع الواقع أي أنه لم يكن واقعيا بتقديراته، مشيدا بشجاعة مواطنيه وإخلاصهم”.
وعلى صعيد المعلومات، بدت أوكرانيا “متقدمة” في كيفية إظهار رسالتها، وأدت خطابات زيلينسكي إلى شعبه، وخطاباته أمام برلمانات أجنبية بعدة دول إلى “حشد الدعم الدولي ورفع الروح المعنوية في الداخل”، وفقاً للصحيفة.
وكاتب هذه الخطابات، هو صحفي سابق ومحلل سياسي، يبلغ من العمر 38 عاماً، ولديه أقل من 200 متابع على تويتر، بحسب الصحيفة.
وقال دميترو ليتفين، لصحيفة الأوبزرفر، إن الأفكار وراء الخطب، كانت أفكار زيلينسكي، “يعرف الرئيس دائماً ما يريد قوله وكيف يريد أن يقوله”.
وأضاف، “العواطف في الخطب هي الأهم. وبالطبع الرئيس هو صاحب منطق وعواطف، وقد يتعلم قادة العالم الآخرون منه، ويعرفوا كيفية محاكاة مزيج زيلينسكي القوي من الصراحة والقوة العاطفية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن ليتفين، هو واحد من أعضاء الفريق الداخلي للرئيس (الكتّاب). وكان هو وزملاؤه يعيشون ويعملون في “بنكوفا” منذ الأيام الأولى للغزو.
ووصف سيرغي ليششينكو، وهو صحفي سابق آخر تحول إلى مستشار لزيلينسكي في زمن الحرب، ليتفين بأنه مساعد أدبي وفني، “إنه يجمع أفكار الرئيس كل يوم. إنه يعمل كعقل أو جامع حواس”. في يوم من الأيام، قد يكون الموضوع هو “همجية الجنود الروس”، أو “حاجة أوكرانيا الملحة إلى أسلحة دفاعية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أسلوب ليتفين “مؤثر”، وتظهر استطلاعات الرأي أن 95٪ من الأوكرانيين يعتقدون أن بلادهم يمكنها صد الغزو الروسي، على الرغم من ضعف كييف لناحية الدبابات والقوات والطيران. ويعتقد 78٪ أن أوكرانيا تتحرك في الاتجاه الصحيح.
ونقلت الصحيفة عن مديرة منتدى أوكرانيا في مركز أبحاث السياسة الخارجية “تشاتام هاوس”أوريسيا لوتسفيتش، قولها إن “مسيرة زيلينسكي السابقة كممثل وكوميدي، كانت مفتاح نجاحه. اعتاد المشاهدون على رؤيته في أدوار مختلفة على شاشة التلفزيون، وبالتالي كانوا قادرين على قبوله كقائد عام، وهو إنجاز لم يحققه الكثير من السياسيين التقليديين”.
ويذكر أن العديد من كبار مستشاري زيلينسكي جاءوا من التلفزيون وعملوا معه في استديو الإنتاج (Kvartal-95) الخاص به. وقد ساعدت الطبيعة الواضحة للغزو الروسي على “محاولاتهم لكسب التأييد العالمي”، ولإظهار أن “أوكرانيا هي الضحية، وأنها تقاتل من أجل البقاء”.
وقالت الصحيفة إن “صياغة خطابات زيلينسكي مناسبة، وهي موجهة لمجموعات محددة، وعلى سبيل المثال، في كلمته لمجلس العموم البريطاني، شبه زيلينسكي صراع أوكرانيا ضد روسيا بالنضال البريطاني ضد هتلر (…) وفي حديثه للكونغرس الأميركي، شبه قصف أوكرانيا ببيرل هاربور و11 أيلول”.
ويستغل زيلينسكي خطاباته للتعبير عن حاجات أوكرانيا، وهو يطالب بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات ومقاتلات حربية ودبابات وعربات مصفحة، ويريد فرض المزيد من العقوبات على موسكو، بما في ذلك حظر كامل على استيراد الطاقة. وفي بعض الأحيان “يمكن أن يوبخ”، فقد طُلب من الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الأسبوع الماضي، عدم زيارة كييف بسبب “علاقاته الوثيقة مع روسيا”.