فشلت مرشحة حزب “التجمع الوطني” مارين لوبان للمرة الثانية على التوالي بالوصول إلى سدة الحكم في فرنسا. لوبان التي ربما قد خاضت غمار آخر انتخابات رئاسية في مسيرتها السياسية، لم تتمكن من قلب الطاولة على الرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون رغم حملة انتخابية وصفها المتتبعون للشأن السياسي الفرنسي بأنها “ناجحة”. غيرت لوبان صورة حزبها وجعلته يحظى بقبول أكثر من قبل الفرنسيين، لكن هذا لم يكف لكي تجتاز أبواب قصر الإليزيه. فيما يلي عودة على أبرز المحطات السياسية أو الخاصة في حياتها.
وبهذا تكون لوبان رمت بكل ثقلها في الحملة الانتخابية وغيرت صورة حزبها لتجعله أكثر قبولاً لدى الفرنسيين قد طوت صفحة هامة من نضالها السياسي على رأس حزب غيرت حتى اسمه لكي يضاعف حظوظه في الوصول إلى سدة الحكم.
مارين لوبان بـ”نيو لوك” سياسي جديد
اكتشف الناخب الفرنسي في هذه الانتخابات مارين لوبان جديدة بخطاب مشذب، يخالف تماماً ما عرفت به هي وحزبها في مثل هذه المحطات السياسية، إذ كان يشحذ كل أدواته لمهاجمة المهاجرين والإسلام، إضافة لمواقفه العدائية إزاء أوروبا.
“لقد تغيرت” مارين لوبان، كما يحلو القول للعديد من المراقبين، على الأقل على مستوى الخطاب، لا سيما وأن كل تحركاتها لإحداث هذا التحول لم تكن عفوية بل جاءت وفق استراتيجية على مستوى التواصل مع الرأي العام، أطلقتها منذ سنوات برفقة حزبها “التجمع الوطني”.
فلم تظهر لوبان بتلك الشراسة في الخطاب حتى إن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمان، انتقد في برنامج تلفزيوني جمعهما، “رخاوتها” في بعض مواقفها السياسية. كما أنها ظهرت في صور عبر “تويتر”، الذي يتابعه 2,6 مليون شخص كـ”أم للقطط” كما اختارت أن تصف نفسها.
وبالنسبة لخطابها تجاه أوروبا، توقفت لوبان عن المطالبة بالخروج من الاتحاد وإنهاء التعامل باليورو، وتحدثت عن الإسلام على أنه “يتماشى مع الجمهورية”، وغيرها من “المواقف” التي تفيد أننا أمام يمين متطرف بوجه جديد، لكن على مستوى الجوهر، لا شيء تغير والبرنامج السياسي للحزب بقي عموما هو نفسه.
لو فازت بالانتخابات الرئاسية لكانت أول امرأة ترأس فرنسا. كما أن وصول اليمين المتطرف إلى قصر الإليزيه سيكون سابقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة. لكن الفرنسيين فضلوا إعطاء مفاتيح قصر الإليزيه لإيمانويل ماكرون للمرة الثانية على التوالي لتصطدم مارين لوبان بجدار الديمقراطية والصندوق كما كان الحال في 2017. فهل سترحل عن السياسة هذه المرة؟