سهام صغيرة الحجم طولها لا يتجاوز طولها أصبع اليد لكن لديها قدرة كبيرة على إحداث إصابات خطيرة. هذه السهام التي تسمى بالفرنسية “فليشيت” وتعني “السهام الصغيرة”، وردت تقارير أخيراً عن استخدام روسيا لها في حربها على أوكرانيا وسط تكهنات غير مؤكدة عن السبب في ذلك، بعد أن توقف استخدامها في الحروب الحديثة.
وتقول صحيفة إيكونوميست البريطانية، إن “العديد من سكان مدينة بوتشا، الواقعة على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، التي كانت حديث الساعة عندما تعرضت لأعمال عنف مروعة، أبلغوا عن عثورهم على الآلاف من هذه السهام في المباني والسيارات”.
ونقلت واشنطن بوست عن امرأة تسكن في المدينة، تدعى سفيتلانا تشموت، أنها وجدت كمية كبيرة من هذه المقذوفات، وقد بدأت تصدأ في فناء منزلها. ويبدو أنها أطلقت من قذائف مدفعية أطلقتها القوت الروسية قبل أيام من انسحابها من المدينة أواخر شهر آذار.
وهذه السهام المعدنية كانت تطلق من الطائرات في الحرب العالمية الأولى، واستخدمتها الولايات المتحدة في فيتنام، لكنها ليست شائعة في الحروب الحديثة، وفق واشنطن بوست.
وتقول إيكونوميست إنها “ابتكرت في إيطاليا في أوائل القرن العشرين واستخدمتها جميع الأطراف خلال الحرب العالمية الأولى”.
وكان طول السهام وقتها عادة 12 سم مع أجنحة تساعد في ثباتها وكانت تسقط من الطائرات في عبوات تحتوي كل منها على العشرات أو المئات.
وتشير دراسات أميركية، أجريت على حيوانات، إلى أنها “تسبب إصابات خطيرة عند دخولها الجسم وقد تخترق الجسم بضراوة وتمر عبر العظام”. وفشلت الجهود المبذولة لإخضاعها لقوانين دولية، على غرار قوانين حظر استخدام القنابل العنقودية والألغام الأرضية.
وتقول منظمة العفو الدولية إنه “لا ينبغي أبداً استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين”.
ويقول خبير الذخائر في مجموعة Fenix Insights نيل جيبسون، ومقرها المملكة المتحدة، إن “السهام ربما أطلقت من قذائف مدفعية 3sh1 عيار 122 ملم”. ويضيف لواشنطن بوست إن “القذائف التي تم انتشالها من ساحة منزل تشموت ربما وردت من هذه القذائف، التي تعتبر من بين عدد قليل من الذخائر الروسية التي تحمل هذه السهام.
ويشير الرائد المتحدث باسم قيادة القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتو، الى أن “الجيش الأوكراني لا يستخدمها أبدا”.
ومن الممكن أن تكون روسيا أطلقت أعداداً صغيرة من السهام لأغراض دفاعية، وربما قد تكون اضطرت لاستخدامها بسبب المشكلات اللوجستية التي تواجهها، وقد يكون الهدف هو الترويع، وفق إيكونوميست.