هل تحبط لندن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

28 أبريل 2022
هل تحبط لندن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

تتّسم العلاقات الروسية – البريطانية بكثير من التوتر. هذا التوتر زاد بين الدولتين بعد الحرب في أوكرانيا، إذ تتهم موسكو المملكة المتحدة بأنّها دولة تابعة للولايات المتحدة بشكل أعمى، كما أنّها “لم تكن يوماً لاعباً سياسياً مستقلاً على الساحة الدولية”.

أوساط مقرّبة من دوائر القرار الروسي تعتبر أن بريطانيا لطالما كانت تدأب في “الدفاع عن مصالح واشنطن فقط”، وهذه المصالح اليوم تتمثل في “التصدي لروسيا داخل أوكرانيا” وذلك من أجل “إحباط عمليتها العسكرية الخاصة”.

كما ترى هذه الأوساط أنّ حديث بريطانيا الدائم عن ضرورة تسليح أوكرانيا، هو “حجج الواهية” لأنّها يأتي في سياق “تبرير لندن لوجودها العسكري في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك في إطار تعزيزه وتوسيعه”.

وتذكر هذه الأوساط بأنّ الشغل الشاغل للسياسة البريطانيين كان وما زال على مر التاريخ “البحث في إمكانية توسيع الحدود الإمبراطورية”، وكان يترافق هذا الهدف دوماً مع “اضطهاد الشعوب الأصلية في الدول المحتلة، وإبادتهم واستغلال مقدّراتهم، من أجل نشر المنشآت العسكرية في الأراضي المحتلة”.

موسكو تعتبر أيضاً، أنّ التُهم التي تكيلها بريطانييا ضد روسيا لناحية تهديد أمن لندن “لا أساس لها من الصحة”، فتستشهد إلى ذلك بما سبق أن نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية قبل أشهر، حول تدخل لندن في أكثر من ملف في المنطقة، إذ كل هذه الملفات بحسب موسكو، تشهد على “نوايا بريطانيا وعدوانية أنشطتها السياسية الخارجية”.

وكانت مجموعة من القراصنة الالكترونيين، “أنونيموس”، نشرت في نهاية عام 2021 سلسلة من المواد التي توضح بالتفصيل والوثائق، عمليات وكالة الإستخبارات البريطانية في أكثر من دولة من دول الشرق الاوسط، وكذلك في دول البلقان. كما تظهر هذه الوثائق، مراسلات دبلوماسية إنكليزية، تؤكد تورّط بريطانيا في الحرب السورية، وفي محاولات زعزعة استقرار الوضع السياسي في الداخل اللبناني، وكذلك مساندة الاحتجاجات الاعتراضية داخل روسيا.