حقول الموت… ألغام روسية تغطي مزارع أوكرانيا

29 أبريل 2022
حقول الموت… ألغام روسية تغطي مزارع أوكرانيا

دمرت القوات الروسية المزارع والحقول في أوكرانيا وأغرقتها بالألغام قبل الخروج من المناطق التي كانت تحلتها موسكو.
وزعم مزارعون أوكرانيون عائدون إلى أراضيهم أن روسيا تمارس حملة لعرقلة الصناعة الزراعية في البلاد من خلال تدمير الحقول ونثر الألغام، وفقا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتقدر الحكومة الأوكرانية أن الألغام موجودة في حوالي 30 بالمئة من الحقول الزراعية في المناطق المحيطة بالعاصمة كييف التي احتلها القوات الروسية سابقا.
يقول مزارعون في شمال أوكرانيا إنهم عادوا إلى الحقول المليئة بالألغام والذخائر غير المنفجرة والحفر الكبيرة. وأضاف المزارعون أن عددا من العمال قتلوا وتوقف العمل في بعض المناطق.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “آي أم سي” أليكس ليسيتسا، إحدى أكبر الشركات الزراعية في أوكرانيا، إن عمال الشركة الذي يفترض أن يزرعوا عباد الشمس والذرة على مساحة 30 ألف هكتار شمال تشيرنيهيف، لم يتمكنوا من ذلك بسبب الألغام غير المتفجرة.
وأضاف “يبدو أنه هذا العام أو حتى العام المقبل لن نكون قادرين على فعل أي شيء هنا”، في إشارة إلى الألغام التي تغمر الأراضي الزراعية.
كما خسرت الشركة أيضًا منشأة لتخزين الحبوب ومختبرًا للمواد الكيميائية ومباني ومعدات أخرى بسبب القصف الروسي.
وأبلغ ليسيتسا عن حالات وفاة لمزراعين متعلقة بالألغام، مضيفا أن عاملا في مزرعة مجاورة لهم لقي مصرعه مؤخرا عندما دهس جرارته عن طريق الخطأ لغما أرضيا.
وعندما انسحبت القوات الروسية من المناطق المحيطة بكييف، تركت المباني المحطمة واتهمت بارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين.
“عرقلة الزراعة”
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة “أجريكوم” التي تمتلك مزارع في جميع أنحاء أوكرانيا بترو ميلنيك، “يريد الروس على وجه التحديد إيقاف المزارع”.

وأوضح ميلنيك أن ممتلكاته تعرضت لقصف كثيف، مما أدى إلى تدمير المباني والجرارات والآليات الأخرى، على الرغم من عدم وجود مواقع عسكرية أوكرانية معروفة في الجوار.
وتمثل الأضرار التي لحقت بالزراعة واستمرار احتلال الأراضي الزراعية في شرق وجنوب أوكرانيا، ضربة للصناعة التي توفر 10 بالمئة من صادرات القمح العالمية و14 بالمئة من صادرات الذرة وحوالي نصف زيت عباد الشمس في العالم، وفقا لـ وزارة الزراعة الأميركية.
وحذر البنك الدولي من كارثة غذائية عالمية ناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال نائب وزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني تاراس فيسوتسكي، إنه من الواضح أن استهداف الزراعة كان متعمدًا؛ لأن القوات الروسية زرعت ألغامًا في حقول ليس لها قيمة عسكرية واستمرت في فعل ذلك حتى مع انسحابها.
وتابع “لقد كان الأمر يتعلق بعرقلة إمكانية جعل الزراعة منتجة مرة أخرى في أوكرانيا”.
وأضاف أن المنطقتين اللتين قام فيهما الروس المنسحبون بزرع الألغام وتدمير المعدات والمباني الزراعية هما من بين أكثر المناطق إنتاجية من الناحية الزراعية في أوكرانيا.
ولم يرد المسؤولون الروس على طلب صحيفة “وول ستريت جورنال” للتعليق حول استهداف الصناعة الزراعية في أوكرانيا. ونفت موسكو في السابق استهداف المدنيين خلال ما تسميه “حملة عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
ويطلب المزارعون من الجيش الأوكراني المساعدة في إزالة الألغام من حقولهم ليتمكنوا من زراعها، لكن القوات الأوكرانية لديها أولوية أخرى تتمثل في تطهير المدن والبلدات من الاحتلال الروسي.
وذكر المزارع إفجيني خارلان، أن الجيش الأوكراني أمره بتجنب مزرعته بالقرب من تشيرنوبيل بسبب المخاطر التي تشكلها الألغام.
وقال خارلان إن التأخير في العودة إلى العمل سيقلل على الأرجح من المحصول هذا العام وربما العام المقبل، مضيفا أن حوالي 30 إلى 40 بالمئة فقط من حقوله يتم زراعتها الآن.​