قادت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، اليوم الاثنين، وفداً رفيع المستوى للقاء الرئيس الجديد لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يتولى السلطة بعد وفاة أخيه غير الشقيق، بعد أشهر من العلاقات المتوترة بين البلدين.
وترأست هاريس، أقوى وفد يزور الإمارات منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه العام الماضي، والذي يضم وزير الخارجية أنطوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز.
وتم اختيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي لسنوات، رئيساً للبلاد يوم أمس السبت، بعد يوم من وفاة أخيه غير الشقيق رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعد صراع طويل مع المرض.
وقالت هاريس إن “الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد قوة علاقتنا وشراكتنا مع الإمارات العربية المتحدة”، مضيفة أننا “نذهب إلى هناك لتقديم التعازي، ولكن أيضاً للتعبير عن التزامنا بقوة تلك العلاقة والاستمرار في تعزيز تلك العلاقة”.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية “AFP”، يبدو أن الزيارة الأمريكية رفيعة المستوى تهدف إلى إصلاح العلاقة التي تدهورت منذ أن حل بايدن محل دونالد ترامب في البيت الأبيض في كانون الثاني 2021.
وتوترت العلاقات بسبب قضايا من بينها رفض أبو ظبي إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واستئناف واشنطن المحادثات النووية مع إيران التي تتهمها دول الخليج منذ فترة طويلة بإثارة فوضى إقليمية.
وقدم بلينكين، الذي وصل أبو ظبي في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين قبل وصول الوفد، “تهانيه الحارة” للشيخ محمد على توليه الرئاسة. وقال كتب بلينكين عبر “تويتر” يوم أمس الأحد، “سيواصل إرث الشيخ خليفة بن زايد. أتطلع إلى استمرار التعاون الوثيق بين شعبينا”.
وتستضيف الإمارات العربية المتحدة القوات الأمريكية على أراضيها، إذ لطالما اعتبرت شريكاً استراتيجياً لواشنطن منذ عقود، لكنها أصبحت مؤخرا أقرب إلى روسيا اقتصاديا وسياسيا.
وتوترت العلاقات أكثر عندما امتنعت الإمارات عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بانسحاب روسيا من أوكرانيا. كما لم تُبد أبو ظبي أي اهتمام بزيادة إنتاج النفط بعد أن ارتفعت الأسعار بشدة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وحثت الإمارات واشنطن مراراً وتكراراً على “دعم إعادة تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران على أنهم منظمة إرهابية أجنبية”، وهي تسمية فرضها ترامب لكن إدارة بايدن ألغتها. وتعد الإمارات العربية المتحدة جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يقاتل لصالح الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حرب أهلية ضد الحوثيين منذ عام 2015.
وفي كانون الأول، هددت الإمارات بإلغاء شرائها الضخم لطائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-35، احتجاجاً على الشروط الصارمة التي وضعتها واشنطن.