بررت روسيا، اليوم الثلاثاء، تباطؤ هجومها في أوكرانيا، معزية ذلك إلى “السماح للمدنيين بالخروج”، في وقت صعدت موسكو هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك، في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية للغزو على أوكرانيا.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية، الثلاثاء أن وزير الدفاع سيرجي شويجو قال إن موسكو تتعمد إبطاء هجومها في أوكرانيا للسماح للمدنيين بالخروج، بحسب رويترز.
ونقلت الوكالة عنه قوله “يجري الإعلان عن عمليات وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لإخراج الناس من التجمعات السكنية المحاصرة. وهذا بالطبع يبطئ وتيرة الهجوم، لكنه يتم عمدا لتجنب وقوع ضحايا بين السكان المدنيين”.
من جانبه، قال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا من دون أن تتقيد بمهل زمنية محددة.
وأضاف باتروشيف “كل الأهداف التي حددها الرئيس سيتم تحقيقها. لا يمكن أن يكون الأمر على خلاف ذلك، لأن الحقائق، بما في ذلك حقائق التاريخ، في صفنا”، وتابع قائلا “لا نتقيد بمهل زمنية”.
والأسبوع الفائت، خلص تقرير نشره موقع راديو “نيو فويس أوف أوكرانيا” إلى أن الهجوم المضاد الذي تقوده القوات الأوكرانية يغير مجرى الحرب، خاصة في ظل الخسائر الروسية الهائلة.
وعلى الصعيد السياسي، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لقادة الأعمال العالميين في دافوس، الثلاثاء، إن على أوكرانيا أن تفوز في الحرب التي تخوضها ضد موسكو بما يجعل غزوها إخفاقا استراتيجيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يجمع أكثر من ألفين من قادة الأعمال والسياسيين والخبراء، وصفت فون دير لاين قواعد اللعبة الروسية بأنها قادمة مباشرة من قرن آخر.
وقالت إن روسيا “تعامل ملايين الناس ليس على أنهم بشر وإنما كسكان مجهولي الهوية يتم نقلهم أو السيطرة عليهم أو وضعهم كعازل بين القوات العسكرية، محاولة لدهس تطلعات أمة بأكملها بالدبابات”.
وتابعت “يجب أن تنتصر أوكرانيا في هذه الحرب ويجب أن يكون عدوان بوتين فشلا استراتيجيا”.
وفي الميدان، صعدت القوات الروسية الثلاثاء هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا في وقت دخلت الحرب شهرها الرابع.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف. غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الإثنين في كلمته اليومية إن “الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة، وينبغي أن نكون مدركين لذلك”.