دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي أمس الأحد، من داخل مقر الجامعة العربية في القاهرة، إلى “مساندة بلاده لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني، محذراً من خطر التخادم الموجود بين أذرع إيران في المنطقة والجماعات الإرهابية.”.
ووصل العليمي مع 5 من أعضاء مجلس القيادة اليمني إلى القاهرة، في 3 محطاته ضمن جولته الخارجية التي شملت الكويت والبحرين، حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزار البرلمان المصري، قبل أن يحضر جلسة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين.
وأعرب رئيس مجلس القيادة اليمني خلال كلمة له في الجامعة العربية، عن “ثقته بمواصلة الدور الرائد للجامعة في مناصرة ودعم الشعب اليمني، بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذين كان لهم أعظم الأثر في منع انهيار الدولة، وصمود الجبهة المقاومة للنفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة”، بحسب تعبيره.
وأكد العليمي “أهمية دور المنظمات والهيئات الإقليمية، وفي المقدم منها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون، والاعتماد عليها في صناعة السلام والدفاع عن مصالح الشعوب، جنباً إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وتطلع رئيس مجلس الحكم الجديد في اليمن إلى “مضاعفة الضغط من أجل دفع الحوثية للوفاء بالتزاماتها، بموجب اتفاق الهدنة الأممية، وفي المقدمة فتح معابر تعز والمدن الأخرى، وإنقاذ الناقلة من الانهيار والتسبب في كارثة بيئية غير مسبوقة للدول المطلة على البحر الأحمر، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، ودفع رواتب الموظفين “.
ومع إشارة العليمي إلى الكلفة الباهظة للحرب التي يشنها الحوثييون للعام الثامن، جدد التحذير من مخاطر تزويد النظام الإيراني لهذه الجماعة المارقة على أمن المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية، في واحد من أهم الممرات التجارية في العالم.
وقال إن “استمرار الهجمات العابرة للحدود، من شأنه أن يمثل أخطر تهديد لإمدادات الطاقة العالمية من دول الجوار، التي لطالما حرصت على أمن واستقرار اليمن وإنهاء معاناة شعبه”.
كما حذر رئيس مجلس القيادة اليمني مما وصفه بـ”التخادم الصريح بين عملاء إيران والتنظيمات الإرهابية في اليمن”. وقال إن “ذلك ينذر بموجة جديدة من الهجمات والدمار خصوصاً بعدما أفرج الحوثيون عن عديد من المحكومين بقضايا إرهابية”.
وامتدح العليمي قرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين، بإدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وحض الدول العربية على تفعيل هذا القرار بصورة عاجلة، من أجل “ردع الانتهاكات الفظيعة بحق الشعب اليمني”.
ودعا رئيس مجلس القيادة اليمني جامعة الدول العربية إلى “حشد كافة القدرات إلى جانب الإصلاحات التي يقودها المجلس كأفضل ضمان لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام”.
وبينما عقد العليمي لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أكد الأخير أن “الجامعة تدعم كافة الإجراءات والمواقف الصادرة عن القيادة السياسية في اليمن، وجهود إحلال السلام، وفقاً للمرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية”.
وزار رئيس مجلس القيادة اليمني عشية جلسة الجامعة العربية، مقر البرلمان المصري، يوم السبت، وأشار إلى أن “الدور الذي يمكن أن يلعبه البرلمانيون المصريون في دعم القضية اليمنية العادلة، مذكراً بموقف مصر التاريخي إلى جانب الشعب اليمني ونظامه الجمهوري”.
وقال العليمي إن “مشروع الإمامة الجديد بثوب ولاية الفقيه وشعار تصدير الثورة الخمينية، أغرق البلاد في الحرب والدمار، ويحاول إعادة اليمن إلى العهد البائد، وفوق ذلك الإمعان في تمزيق نسيجه الاجتماعي ومحاولة سلخه عن كيانه العربي، وتحويله إلى قاعدة تهديد لأمن دول الجوار والملاحة العالمية”. كما أكد “التزامه مع أعضاء مجلس القيادة بالوقوف أمام المشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة”، محذراً البلدان العربية مما وصفه بـ”ويلات هذا المشروع التخريبي”.
ويسعى رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن مع نوابه في جولته الخارجية الأولى، إلى حشد الدعم السياسي والاقتصادي لبلاده، وتنفيذ الإصلاحات التي وعد بتنفيذها على صعيد البناء المؤسسي وتحسين الخدمات، إلى جانب دعم بلاده في إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً.