فجرت غضب اليمنيين مشهد مروع لجريمة، فأقدم عناصر مجهولون وصفوا بـ”البلطجية” على اقتحام مستشفى الرياض بمحافظة تعز اليمنية، ونفذوا بالداخل هجوماً مسلحاً بالرصاص الحي على المرضى والأطباء العاملين، مما أدى إلى مقتل حارس المستشفى وإصابة عدد من الموظفين بجروح متفاوتة والبعض إصابتهم خطرة. ولم تقدم أي جهة أمنية بالمحافظة بعد أي إيضاحات حول ملابسات ودوافع هذا الاعتداء الدامي.
أطباء ومرضى أمام خطر التصفية بدم بارد
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي سجلته كاميرا المستشفى الكائن في بير باشا، يوثق جريمة اعتداء آثمة في يوميات المحافظة اليمنية المنكوبة، التي لا تزال مقموعة تحت سطوة الحصار الحوثي منذ 7 سنوات دامية، إذ ظهر فيه أحد المسلحين يطلق أعيرة نارية عشوائياً بشكل هيستيري أمام أبواب المستشفى، صباح أمس الأربعاء، دون أي مراعاة لحرمة المستشفى أو الزوار، ما أسفر عن إصابة أحد الحراس برصاص كثيف فارق على إثرها الحياة، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.
وتسببت الحادثة في إثارة الرعب والذعر بين أوساط المرضى، وتعريض حياة جميع أفراد الطواقم الطبية المتواجدين بالداخل لخطر التصفية بدم بارد.
هذا، وتساءل حقوقيون أين دور الجهات الأمنية في حماية المرفقات الطبية؟ وطالبوا أمن المدينة بسرعة التحرك لضبط هؤلاء “البلطجية” وتقديمهم للمحاكمة لارتكابهم جريمة الشروع بالقتل وترويع المرضى والمدنيين بهذه السلوكيات الإرهابية والإجرامية.
وكر للعصابات الإجرامية
بدورهم، اعتبر ناشطون أن “لا سبب يبرر ذلك الاعتداء الآثم على مستشفى يعج بالمرضى والمواطنين وأفراد الكادر الطبي. وتشهد محافظة تعز اعتداءات متكررة بصور شتى وسط حصار خانق وفوضى مقيتة أدت إلى انفلات أمني غير مسبوق. وتحولت المدينة إلى وكر مسلح للعصابات الإجرامية والقتلة الخارجين عن كل الشرائع والأعراف والقوانين”.
مركز طبي مشهود بكفاءته وتسهيلاته وخدماته
وفي إفادات لـ”العربية.نت”، أعرب إعلاميون ونشطاء يمنيون عن “أسفهم لما آلت إليه المدينة التي تستفيق كل يوم على فاجعة وحادثة إجرامية، معتبرين أن هذا المستشفى بالتحديد هو المركز الطبي الوحيد الذي يقدم خدمات طبية وتسهيلات للمرضى في العناية والعلاج إلى جانب كفاءة كوادره وجودة تعاملهم الإنساني الراقي”.
غابة سوداء يحاصرها قتلة وقناصون
وقال سند راوح إن “ما هذا الإجرام ما هذا الاستهتار بدماء الناس؟”، فيما وصف عادل العليمي محافظة تعز بأنها “مدينة رعب مفتوحة تحاصرها ميليشيا الحوثي من كل الجهات، وأصبحت مسرحاً دامياً لجرائم مستترة ترتفع فيها وتيرة الذعر كل يوم”.
وأضافت لينا الحسني، “تعز أصبحت غابة سوداء تشهد مسلسلاً دامياً من القنص والخطف والقتل والتصفيات”.