الإمارات تواجه التصحر برؤى استباقية

17 يونيو 2022
الإمارات تواجه التصحر برؤى استباقية

شكلت الامارات الرؤية استباقية في التصدي لهذه القضية الملحة وما حققته من نجاحات على الرغم من الظروف المناخية كدرجات الحرارة العالية وارتفاع معدلات الرطوبة وانخفاض معدلات تساقط الأمطار. وأوضحت الرؤية لملامح الواقع البيئي في الإمارات، واحتياجاته الملحة والمستقبلية، المحرك الرئيس لمنظومة عمل متكاملة لمكافحة التصحر والتي حققت أهدافا وإنجازات اعتبرها الكثيرون حينها صعبة المنال.
واتخذت الإمارات العقود الخمسة الماضية، مجموعة من الإجراءات بهدف حماية الأراضي من التدهور ومكافحة التصحر مثل وضع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وكذلك الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2014-2021، ومشروع الكربون الأزرق، وخطة رسم الخرائط الجوية للمناطق الزراعية، ومبادرة “نخيلنا”، وخطط دعم الزراعة العضوية، والتوسع في المساحة الكلية وزيادة عددها، فضلا عن مزارع إنتاج المحاصيل العضوية.
وحققت الإمارات طفرة حقيقية في إنشاء السدود التي أسهمت في توفير مياه الري للغابات والأراضي الزراعية وأسست مراكز بحوث ومحطات تجارب تهتم بأنشطة البحوث والتطوير في مجال مكافحة التصحر ومراقبة المتغيرات المناخية، إضافة إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الزراعات الملحية لإجراء البحوث على النباتات المقاومة للملوحة والتوسع في زراعتها.

ونفذت وزارة التغير المناخي والبيئة، مشروعاً لاستخدام الطائرات بدون طيار في إجراء مسح شامل للمناطق الزراعية في الدولة لتعزيز استعادة المناطق المتدهورة وحماية المساحات الزراعية الحالية وتنميتها في حين وظفت تقنيات الطائرات من دون طيار في نثر و زراعة 6 ملايين و250 ألفاً من بذور الأشجار المحلية الغاف، والسمر في 25 موقعاً مختاراً على مستوى الدولة، ويجري حالياً مراقبة ومتابعة عمليات إنباتها.
وضمن تقريرها الثاني إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن المساهمات المحددة وطنياً رفعت دولة الإمارات هدفها الطموح لزراعة أشجار القرم من 30 إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030 ما يعزز بشكل كبير حماية التربة والموائل الطبيعية إضافة إلى دور هذه الغابات المستهدف زراعتها في تعزيز قدرات مواجهة تحديات تغير المناخ وخفض مسبباته.
وانطلاقاً من إدراكها للطابع العالمي للمشكلات البيئية وضرورة معالجتها في إطار تعددي تعاوني وقعت الإمارات العديد من الاتفاقيات في مجالات مكافحة التصحر منها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 1994 فيما استضافت وشاركت في اجتماعات على مستويات دولية وإقليمية لمواجهة هذه القضية البيئية الهامة.