مجازر صينية بالحمير في أفريقيا

9 يوليو 2022
مجازر صينية بالحمير في أفريقيا

أشار تقرير لموقع إذاعة “فويس أوف أميركا” الى أن صينين متورطون في حملة سرقة وذبح عشوائي لمئات الحمير في أفريقيا، بداعي استخدام جلودها لـ”أغراض طبية”.
وبحسب التقرير، انتشرت فكرة استخدام جلود الحمير في الصين، منذ أن شاهد الصينيون برنامجا على الشاشات أظهر شخصيات أرستقراطية تستخدم الطب الصيني التقليدي المسمى “إيجاو” (Ejiao) الذي يحضر على أساس جلود الحمير.
سيمون بوب، من المؤسسة الخيرية “دانكي ساكنتواري” (Donkey Sanctuary) ومقرها المملكة المتحدة، قال للإذاعة الأميركية إن “إيجاو، المعروف أيضًا باسم غراء الحمير، يستخدم كدواء أو كمنشط للصحة والجمال في الصين”.
وقال عن العرض الأول لبرنامج “إكسبرس إن ذا بالاس” (Empresses in the Palace) الذي كان يبث في عام 2011، “نتيجة لهذا البرنامج، تجاوز الطلب على إيجاو الحد الأقصى. لكن المشكلة هي أن الصين لم يكن لديها ما يكفي من الحمير لتلبية الطلب المتزايد”.
لذلك، يقول التقرير، بدأ الصينيون في البحث عن الحمير في الخارج، لا سيما في إفريقيا حيث يستخدم سكان المجتمعات الريفية، من مالي إلى زيمبابوي إلى تنزانيا، الحمير، لحمل الأشياء الثقيلة، وحتى الأشخاص.
التقرير كشف أن الصينيين لجأوا إلى السرقة بعدما لم يرغب السكان المحليون في البيع، حيث أصبح المزارعون يعثرون على حميرهم مقتولة، منزوعة الجلود، ومتروكة لتتعفن في الحقول.
وتحتاج الصين إلى حوالي 5 ملايين حمار سنويًا لإنتاج وتلبية الطلب على إيجاو، ويأتي حوالي 2 مليون من هذه الحمير من الصين. أما الثلاثة ملايين المتبقية أو أكثر فتأتي من الخارج.
وتقدر مؤسسة “دانكي ساكنتواري” أن ما بين 25٪ و35٪ من الحمير التي استخدمت جلودها، تمت سرقتها من أفريقيا.
وبعد سنوات من السرقة والتجارة غير الشرعية في الحمير، انخفضت أعدادها في أفريقيا “لتبدأ بعض البلدان الأفريقية في المقاومة” على حد وصف التقرير.
وحظرت تنزانيا الشهر الماضي ذبح الحمير من أجل تجارة الجلد، قائلة إن تعداد الحمير في البلاد معرض لخطر الانقراض.
كما فرضت دول أفريقية أخرى، بما في ذلك نيجيريا، حظرًا على ذبح الحمير أو تصدير أي من الحيوانات.
سيمون علق على ذلك بالقول “أعتقد أن الرسالة التي ستذهب إلى الصين، من إفريقيا على وجه الخصوص، مؤداها أننا لا نقبل أن يتم سلخ وشحن حميرنا إلى الصين بهذه الطريقة الهمجية”.
ومع ذلك، وبسبب النفوذ الاقتصادي للصين في القارة السمراء واستثمارها الضخم في البنية التحتية هناك، فإن دول أفريقية عديدة “لا ترغب” في مقاومة بكين.

وتسمح جنوب إفريقيا بذبح الحمير ولكن فقط في مسلخين مرخصين وبحصص قدرها 12000 حمار في السنة.
وقالت غريس دي لانغ، المفتشة في المجلس الوطني للجمعيات لمنع القسوة على الحيوانات (NSPCA)، إن السلطات هنا (جنوب أفريقيا) كانت تتخذ إجراءات صارمة ضد التجارة غير المشروعة في السنوات الأخيرة، لذلك اختفت العصابات الإجرامية، خاصة منذ تفشي وباء كورونا في أفريقيا.
والآن يتم تهريب الحمير إلى ليسوتو، وهي مملكة جبلية صغيرة تحيط بها جنوب إفريقيا.
وقالت دي لانغ في الصدد “لحد الساعة لسنا متأكدين بالضبط لماذا تم اختيار تلك الوجهة، ربما يكون الأمر أسهل من ليسوتو”.
ثم كشفت أن سلطات ليسوتو تحقق في الأمر أيضًا، وقالت. السلطات هناك اعترضت أيضًا جلودًا في المستودعات وفي المطار، كانت متجهة إلى الصين.
وفي حين تمت محاكمة المجرمين المحليين الصغار بعد القبض عليهم وهم ينقلون الحيوانات، فإن الصينيين الذين يديرون العمليات الكبيرة عادة ما يكون من الصعب الوصول إليهم، كما تقول دي لانغ.
من جانبه، رد، ماروسي مولومو، وهو مدير خدمات الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة في ليسوتو، على أسئلة “فويس أوف أميركا” حول انتقال تجارة الحمير إلى ليسوتو عبر رسالة نصية قائلاً “لا يمكن إعطاء إجابة بدون دليل”.
ولم يتم الرد على طلبات التعليق من السفارات والقنصليات الصينية في كل من ليسوتو وجنوب إفريقيا، تؤكد الإذاعة الأميركية.
وقالت دي لانغ إن الحمير غالبًا ما تُذبح بطريقة قاسية للغاية، حيث يتم صعقها بالمطارق أو ذبحها بينما يظل الكثير منها على قيد الحياة عندما تسلخ. وأردفت “لقد ذبحوا الكثير منها بأبشع الطرق”.
فرانسيس نكوسي، الذي يعمل في مزرعة خارج جوهانسبرغ، ويعتني ببعض الحمير التي تم إنقاذها من تجارة الجلد، أبرز في حديث لموقع الإذاعة الأميركية أهمية الحمير في المناطق الريفية بأفريقيا.
وقال “الحمير في ثقافتنا مثل وسائل النقل عندنا، إذا مرض الناس في بعض الأحيان، فليس لدينا سيارة، ليس لدينا وسيلة نقل، لذلك نستخدم الحمير لنقل بعض الأشخاص الى المستشفى”.
وقالت دي لانغ إنها رأت أن أعداد الحمير “تتضاءل” في المجتمعات الريفية حيث تعمل، وبالنسبة لبوب، فإن أحد المخاوف الرئيسية هو كيف أن فقدان الحمير له آثار اجتماعية واقتصادية بالنسبة للكثيرين.
وقال بوب، عن المؤسسة الخيرية البريطانية، إنه في بعض البلدان الأفريقية، “تم إخراج الأطفال من المدرسة وكان عليهم القيام بالعمل الذي كان على الحمار القيام به في السابق”.