بيان إماراتي ـ أميركي: لتعميق التعاون الأمني والاقتصادي

17 يوليو 2022

أشار البيان إماراتي أميركي المشترك، إلى أن الرئيس الاميركي جو بايدن بالتهاني إلى الرئيس الاماراتي محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيساً ودعاه إلى زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري. وناقش الجانبان عدداً من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، التي تتطلب تنسيقاً وثيقاً بين دولة الإمارات والولايات المتحدة كونهما شريكين استراتيجيين.
وفي مجال الدبلوماسية الإقليمية، أعرب بايدن عن تقديره للقيادة الشخصية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إلغاء الحواجز وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتعميق التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة. وناقش الجانبان دور الولايات المتحدة في المساعدة على إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وشعبية جديدة بين إسرائيل ودولة الإمارات ومملكة البحرين والمملكة المغربية وكذلك في تعميق الروابط بين هذه الدول ومصر والأردن من خلال أطر جديدة للتعاون.
وفي مجال الدفاع، أكد الجانبان التزامهما بتعميق التعاون الأمني المكثف والذي جعل كلا البلدين أكثر أمانا وإسهاما في السلام والاستقرار الإقليميين، وأشار الرئيس بايدن إلى أن دولة الإمارات هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي نشرت قواتها العسكرية إلى جانب الجيش الأميركي في كل تحالف أمني دولي شاركت فيه الولايات المتحدة منذ عاصفة الصحراء في 1990-1991، ونوّه الجانبان بالتعاون الوثيق المستمر منذ عقود في مهمة بلديهما المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وجدّد بايدن التزامه بدعم الدفاع عن دولة الإمارات العربية المتحدة ضد الأعمال الإرهابية وغيرها من الأعمال العدائية، مثل الهجمات التي استهدفت مواقع مدنية في دولة الإمارات في يناير 2022، وأكد أن الدور المحوري لدولة الإمارات كونها شريكا استراتيجيا وطرفا أساسيا في الشراكة الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.
من جانبه، أكد بن زايد أن الولايات المتحدة هي الشريك الأمني الأساسي للدولة، مشيرا إلى حرص الجانبين على تسريع وتكثيف المناقشات لتعزيز هذه العلاقات التاريخية. وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة التعاون الوثيق الذي أفضى إلى الهدنة في اليمن والتي تدخل اليوم أسبوعها الخامس عشر، معربين عن تقديرهما للعمل الفعال لمجلس التعاون والمبعوث الأميركي الخاص والأمم المتحدة في تحقيق الهدنة، مؤكدين التزامهما ببذل كامل الجهود من أجل توجيه الأطراف إلى الأمام في عملية سياسية من شأنها تحقيق تسوية دائمة للصراع.
وشدد بايدن على أن التهديدات التي لا تزال تنطلق من اليمن وغيرها وأهمية ضمان أن تمتلك دولة الإمارات أفضل وأنجع الوسائل للدفاع عن أرضها وشعبها. وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة استخدام مكانتهما الدبلوماسية الجماعية لتهدئة وإنهاء النزاعات في أماكن أخرى من المنطقة. وناقش الجانبان أهمية حماية آفاق ” حل الدولتين ” وضمان أن يعود ” الاتفاق الإبراهيمي” بالفائدة على الفلسطينيين أيضاً، وجددا تأكيدهما على دعم العراق مرحبين بالاتفاقيات التاريخية لربط شبكة كهرباء العراق بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مشاريع أخرى تزيد من اندماج العراق في كامل المنطقة.
فيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والعلاقات التجارية، أشار بايدن إلى أن دولة الإمارات هي واحدة من أسرع الشراكات الاقتصادية الأميركية نموا على مستوى العالم، إضافة إلى كونها أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومستثمر مهم في الاقتصاد الأميركي.

ورحب بايدن بالمبادرات الاقتصادية لدولة الإمارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك اتفاقيات التجارة الحرة الأخيرة الموقعة مع إسرائيل والهند وإندونيسيا إضافة إلى الاستثمارات الجديدة في الأردن ومصر. وكلّف الجانبان الفرق المعنية لديهما بتحديد مجالات تعميق وتوسيع الشراكات التجارية، إضافة إلى التفاوض على اتفاقية إطار عمل استراتيجي أوسع بين دولة الإمارات والولايات المتحدة. ونوّه الرئيس بايدن بجهود دولة الإمارات لتعزيز سياساتها وآليات تنفيذها في مكافحة الجرائم المالية والتدفقات المالية غير المشروعة.
وسلط الجانبان الضوء على الشراكات التعليمية والثقافية والصحية الشاملة والدائمة بين البلدين. ورحب الرئيس بايدن بالتزام دولة الإمارات الطويل الأمد بأمن الطاقة العالمي كمورد موثوق ومسؤول ونوّه بدورها الرائد في دفع العمل المناخي وتحول الطاقة وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.
ووجه بن زايد الدعوة إلى بايدن لحضور مؤتمر الدول الأطراف “COP28” المقرر عقده في دولة الإمارات في سنة 2023. وأشار الشيخ محمد بن زايد والرئيس الأميركي إلى أهمية إطلاق تسوية المياه والطاقة الشمسية بين إسرائيل والأردن بدعم واستثمار إماراتي وأميركي كنموذج للشراكات المستقبلية في المنطقة.
وطلب الجانبان من مبعوثيهما المعنيين بشؤون المناخ جون كيري والدكتور سلطان الجابر، استكشاف فرص جديدة في مجال المناخ والطاقة النظيفة لدفع النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. أشار الجانبان إلى نجاح معرض إكسبو 2020 في دولة الإمارات، والذي عزز دورها بوصفها جهة مستضيفة للفعاليات العالمية التي تعزز الاستدامة والابتكار والحوار.
ونوّه بايدن بأهمية دولة الإمارات كقوة للتغيير والمواطنة العالمية والازدهار، وأثنى على قيادة دولة الإمارات في تعزيز التعايش الديني وتحدي الكراهية الدينية من خلال مبادرات مثل “بيت العائلة الإبراهيمية” ومركز “هداية”، وأعرب عن تقديره للدور الذي لعبته دولة الإمارات في إيصال آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية إلى دول العالم خلال جائحة كورونا واستجابتها لنداءات المساعدة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات في جميع أنحاء المنطقة.
وأشار الجانبان إلى أن المكانة الاستثنائية لدولة الإمارات كونها بلداً للتسامح يضم أكثر من 200 جنسية من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية تتعايش بسلام فيما بينها، وباعتبارها الوجهة الأكثر رواجاً للشباب العربي الساعين إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.