أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، يوم الثلاثاء، إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران تظهر مدى عزلة روسيا بعد هجومها العسكري على أوكرانيا.
ووفق إذاعة “فردا” الأميركية المتحدثة بالفارسية قال المتحدث، رداً على سؤال حول تقييم أسباب زيارة فلاديمير بوتين لطهران، “لدي ثلاث نقاط في ذهني بشأن هذه الزيارة، أولاً، تظهر مدى عزلة بوتين وروسيا، مما اضطره إلى التوجه لإيران طلباً للمساعدة”. وأضاف أن النقطة الثانية هي أن صناعة الدفاع الروسية تواجه صعوبات، وأنها غير قادرة على تلبية احتياجات الحرب في أوكرانيا.
كما أكد جون كيربي أن المعدات العسكرية الروسية، بما في ذلك الدبابات والطائرات، تواجه مشاكل في مجال الإصابة الدقيقة لأهدافها، وخاصة فيما يتعلق بالمكونات الإلكترونية الدقيقة، التي لا يمكن استيرادها بسبب العقوبات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إن النقطة الأخرى هي أن هذه الرحلة هي علامة على أن فلاديمير بوتين ليس لديه نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ولا يريد الدخول في مفاوضات بحسن نية للوصول إلى اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتابع كيربي، “بالمقابل، سيشتري فلاديمير بوتين مئات الطائرات بدون طيار وسيواصل قتل الأوكرانيين”.
كان في استقبال الرئيس الروسي لدى وصوله يوم الثلاثاء إلى مطار مهر آباد بطهران وزير النفط الإيراني جواد أوجي، ثم التقى أولاً بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ثم مع المرشد الإيراني علي خامنئي وهذا هو الاجتماع الخامس بين فلاديمير بوتين وعلي خامنئي.
وأثيرت قبل أسبوع من زيارة بوتين لطهران، إمكانية بيع مسيرات إيرانية إلى روسيا بهدف استخدامها في حرب أوكرانيا، إذ قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في 11 تموز، إن روسيا طلبت من إيران تسليمها “مئات المسيرات” القادرة على حمل أسلحة بغية استخدامها في الهجمات العسكرية ضد أوكرانيا.
وأشار جيك سوليفان أيضاً إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية في حزيران الماضي، تظهر المسيرات التي تفقدها الوفد الروسي، مضيفاً “هذا يظهر اهتمام روسيا المستمر بامتلاك المسيرات الإيرانية القادرة على شن الهجمات”.
وأضاف، مع ذلك لدى واشنطن، “معلومات” تظهر أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام الطائرات المسيرة المذكورة.
وأشار الأمن القومي الأميركي بعد يومين من ذلك إلى أن جهود فلاديمير بوتين لتوسيع العلاقات مع إيران في خضم الحرب الأوكرانية تشكل “تهديدا عميقا”.
وفي غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني في 15 تموز، تزويد روسيا بمسيرات إيرانية لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وقال إن هذا الادعاء طرحته الولايات المتحدة “تماشياً مع أهداف سياسية وأغراض خاصة”.
سؤالان يطرحهما المتابعون للحرب في أوكرانيا بإلحاح، الأول، هل المسيرات التي تصنعها إيران متطورة إلى هذه الدرجة لتدفع روسيا إلى استخدامها في الحرب؟ والسؤال الثاني: إلى أي مدى أصبح الوضع العسكري الروسي متردياً لدرجة جعلها تفكر في شراء أسلحة من إيران؟
يذكر أن الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ نحو ستة أشهر، ونتيجة لإطالتها بات الجيش الروسي يواجه نقصاً كبيراً في المعدات المتطورة، على سبيل المثال، فقد تسبب فقدان عدد كبير من دبابات T-72 وT-80 وT-90، في قيام روسيا باستخدام دبابات T-62 القديمة جداً والمتقاعدة من الخدمة. كما تواجه روسيا مشاكل في مجال تصنيع الدبابات الجديدة بسبب عدم الحصول على بعض الرقائق الدقيقة بسبب العقوبات الغربية.
وهناك نقص في عدد الصواريخ الهجومية، مما دفع الجيش الروسي إلى إعادة استخدام صواريخ توشكا الباليستية التي خرجت من الخدمة، أو استخدام صواريخ إس -300 المضادة للطائرات كصواريخ أرض-أرض في الهجمات البرية، وفي بعض الحالات، يتم استخدم صاروخ كروز “خا22” المضاد للسفن ضد الأهداف الأرضية.
أما بالنسبة لسلاح الجو الروسي، وعلى الرغم من أن الأضرار التي لحقت به أقل بكثير، إلا أن روسيا فقدت حتى الآن، 35 طائرة مقاتلة ثابتة الجناحين و49 طائرة مروحية، وفقاً للإحصاءات الموجودة المدعومة بالصور، لكن في مجال المسيرات، أسقطت نحو 100 مسيرة حتى الآن، وهذه الخسارة الكبيرة دفعت موسكو إلى استخدام المسيرات المدنية التابعة للشرطة وحرس الحدود ورجال الإطفاء وحراسة الغابات والطوارئ.
وبسبب اتساع ساحة المعركة في أوكرانيا والتهديد المستمر للمدفعية وقاذفات الصواريخ الأوكرانية، بات الجيش الروسي بحاجة ملحة للمزيد من المسيرات، وتصنع إيران أنواع المسيرات القتالية والاستكشافية والانتحارية، بغض النظر عن مدى تطورها، إذ بإمكان روسيا تطويرها.
واكتسبت روسيا تكنولوجيا صناعة المسيرات من إسرائيل، وبالإضافة إلى ذلك، فإن موسكو بحاجة ماسة إلى استيراد قطع غيار من الخارج لإنتاج المسيرات بأعداد كبيرة، ويبدو أن العقوبات المفروضة على روسيا تعيق بشدة عملية توريد أجزاء هذه المسيرات، لذا أصبحت المسيرات الإيرانية البديل الأسهل والأرخص.