سلط لقاء بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وزعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي في ألبانيا، الضوء على “الدعم القوي للبديل الديموقراطي في إيران، والذي قد يشير إلى احتمالية نهاية النظام الحاكم في إيران”، حسب قراءة في موقع “أوراسيا ريفيو” الالكتروني.
ويستند هذا الاستنتاج وفقاً لقراءة الناشط في مجال حقوق الانسان، سعيد عابد وهو عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الخبير في شؤون إيران والشرق الأوسط، الى “زيادة الضعف في هيكل النظام الإيراني وتجييش مؤيدي النظام من خلال التحذير من محاولات “العدو” إقناع الناس بأن لا مستقبل لهم في إيران وبأن الطريق مسدود في البلاد لأن حكامها لا يفقهون إدارة شؤونها. وتهدف هذه التحذيرات الى تبرير موقف النظام الإيراني، لكنها تظهر بوضوح أيضاً أن هذا الشعور يشاركه جزء كبير من الشعب الايراني. وأحد الأمثلة على ذلك هجرة العقول من إيران التي تفرض نفسها كمثال صارخ”.
استنزاف الأدمغة… نزف مستمر
وينقل المقال عن “صندوق النقد الدولي أن إيران احتلت في العام 2009، في ظل حكم الملالي، المرتبة الأولى بين 91 دولة نامية في العالم. وفي السنوات الثلاث الماضية وحدها، غادر حوالي 4 آلاف طبيب و300 ألف متخصص حاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، بما في ذلك 900 أستاذ جامعي. بالإضافة إلى ذلك، يدرس طلاب النخبة الإيرانيين البالغ عددهم 125 طالباً في السنوات الثلاث الماضية في الجامعات الأميركية. وأخيراً وفي غضون 14 عاماً، هاجر 63٪ من طلاب النخبة الايرانية من إيران.
وفق تقرير لصحيفة “شهروند” يعود الى 24 كانون الأول 2021 هاجر ربع الأطباء الإيرانيين إلى أوروبا والولايات المتحدة لثلاثة أسباب: الدخل غير الكافي بسبب التضخم المرتفع وغير المنضبط والنقص الحاد في المرافق والمعدات الطبية وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
ويعد هروب رؤوس الأموال الهائل من إيران أحد أسباب عدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد وعدم جدوى الحكومة الإيرانية. وبحسب الإحصاءات الرسمية، تم إخراج 160 مليار دولار من البلاد في السنوات العشر الماضية. ولحظ رئيس غرفة تجارة طهران بنفسه خسارة قدرها 100 مليار دولار بين عامي 2020 و2021.
بين مطرقة الغضب وسندان التضخم
وترددت في الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، شعارات مناهضة للرئيس الإيراني وحكومته في شوارع مدن البلاد، حيث يحتج المتقاعدون والعمال والطلاب وجميع الشركات تقريباً بصورة مستمرة على ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم المتصاعد في جميع أنحاء البلاد. واعترف أحد أعضاء البرلمان، وهو صادف بدري، في 20 حزيران، بأن “أسعار السلع في السوق ترتفع كل ساعة وبأن الناس تنهار بفعل الضغوط الاقتصادية بسبب سوء الإدارة”.
ومنذ فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية، تلقى وحكومته الدعم الكامل من خامنئي. وينظر أي هجوم ضد رئيسي في الحقيقة كهجوم موجه ضد المرشد الأعلى. وفي الخطب التي سبقت الحملة الرئاسية الأخيرة، لم يخف المرشد الأعلى تفضيله للرئيس الحالي، ووصفه بالشخص المؤمن والثوري والكفء والذي يؤمن بالشباب. وهكذا حاول إقصاء جميع مرشحي الحكومة لصالح إبراهيم رئيسي الذي يمثل الخيار الأمثل لمحاولة تجنب انتفاضات جديدة أو أعمال شغب أو القضاء عليها في مهدها أو للحفاظ على الحرية في البرنامج النووي، أو لمحاولة زيادة النفوذ الإقليمي للنظام الإيراني. وأعطيت مفاتيح هذه الحكومة لشخص ربطت اسمه بالتخلص من المقاومة الداخلية”.
“كلا… إيران أقوى من قبل“
ومع ذلك، يشدد النظام على إظهار الصورة الإيرانية على أنها أقوى من قبل. وفي هذا السياق أعلن أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني، كمال خرازي أن “طهران قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية لكنها لم تتخذ قراراً بعد بالتنفيذ”، مشيرا إلى أن “إيران تمكنت خلال أيام من تخصيب اليورانيوم لنحو 60% ويمكنها إنتاج يورانيوم مخصب لنسبة 90 بالمئة بسهولة”.