بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط، أعدمت القوات الروسية أحد رجالها في خاركيف ثم أخفت هويته حتى يتمكنوا من استخدامه في حيلة دعائية متقنة، وفقا لـ”فيرستكا”.
وتعقب الموقع الناطق بالروسية هوية الجندي الروسي الشاب إيفان ليفانكوف، بعد ستة أشهر تقريبا من وفاته في منطقة خاركيف، كاشفا عن “تفاصيل قتله في اليوم الأول للغزو على يد زملاءه” بسبب رفضه استهداف المدنيين الأوكرانيين.
ولم تكن وفاته في ذلك الوقت سرا، فقد وثقت امرأة أوكرانية تدعي كارولينا بيرليفون، مشاهد إعدام الجندي الروسي عبر “إنستغرام”.
وقالت في منشورها “قتل الروس والدتي!”، مضيفة أن القوات الروسية فتحت النار عليها وعلى والدتها أثناء محاولتهما الفرار.
واندفع نحوهما جنديان روسيان شابان، وحاول أحدهما حمايتها ووالدتها من نيران المدفعية الثقيلة، قبل أن يتم قتله بالرصاص على يد زملائه، وفقا لمنشورها.
ويشير تقرير لموقع “ديلي بيست”، إلى استغلال الدعاية الروسية للواقعة، إذ زعمت وقتها أن جنديا روسيا قُتل “ببطولة” على يد “نازيين” أوكرانيين بينما كان يحمي اثنين من المدنيين من نيران المدفعية.
وكانت القصة بمثابة انتصار لرواية الكرملين بأن القوات الروسية كانت في مهمة إنسانية، وانتشرت كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام الروسية، وفقا لـ”ديلي بيست”.
لكن هوية الجندي حُذفت لاحقا، وسرعان ما أصبح يُعرف فقط باسم “الجندي المجهول” في وسائل الإعلام الحكومية الروسية، حسب “فيرستكا”.
ونقلت” فيرستكا” عن المرأة الأوكرانية قولها إن “السرية التي تحيط بهوية الجندي الروسي كانت تهدف لمنع الجمهور من اكتشاف أنه قُتل على يد رجاله لمساعدته الأوكرانيين”، مضيفة “لقد مات وهو ينقذنا، كان هذا الجندي معنا، وقتل برصاص شعبه”.
وكان الجندي الروسي فاليري فاسيليف، رفقه زميله عند مقتله، حيث أصيب في ذلك اليوم وتم نقله إلى مستشفى أوكراني لتلقى العلاج.
وظهر الجندي في لقطات نشرتها أوكرانيا في وقت لاحق، ليعترف بـ” إصدار القادة الروس أوامر بإغلاق الطرق في خاركيف وإطلاق النار على المدنيين أثناء محاولتهم الإخلاء”، حسب موقع “نيو فويس أوف أوكرين”.
ووفقا لـ”فيرستكا”، لم يتم دفن ليفانكوف حتى أواخر حزيران، عندما أعلنت صحيفة إقليمية في مسقط رأسه في منطقة سمولينسك الروسية، مقتله من دون كشف أي تفاصيل حول ملابسات وفاته.
تم وضع أكاليل الزهور من وزارة الدفاع الروسية على قبره، حيث تم تسجيل تاريخ وفاته في 24 شباط، حسب “”فيرستكا”.
وقال نائب الحاكم إن اسم الجندي الروسي القتيل، لم يكن مدرجا في “قائمة القتلى العسكريين خلال الحرب”، رغم ظهوره بشكل بارز في الدعاية الخاصة بالكرملين.