العراق نحو اسوأ السيناريوهات.. إلا إذا!

31 يوليو 2022
العراق نحو اسوأ السيناريوهات.. إلا إذا!

يشهد العراق صراعا شيعيا -شيعيا ينذر بأبشع الاحتمالات ما لم يصر الى احتوائه. صراع بين فريق يملك الأغلبية النيابية المتمثل بمقتدى الصدر وكتلته التي آثرت الانسحاب من البرلمان، بعد فشلها في تشكيل حكومة وطنية، وفريق آخر لم يعترف بنتائج هذه الانتخابات وبخسارته أغلب المقاعد، طامح للسلطة مدعوم من الاطار التنسيقي ومن خلفه ايران ولو بالقوة.

فبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في تشرين الاول 2021، تشهد البلاد شللاً سياسياً تاماً في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

امس تجمّع آلاف من المتظاهرين المناصرين للصدر ، على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية، وتمكّن مئات منهم من تجاوز الحواجز الاسمنتية على الجسر والدخول إليها، وذلك بعد ان اقتحموا البرلمان الخميس الماضي، تعبيرا عن رفضهم اسم محمد شياع السوداني الذي رشّحه الإطار التنسيقي الموالي لطهران والذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لمنصب رئيس الوزراء.

مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان الوضع صعب جداً، ويشبه الوضع اللبناني من حيث استمرارية الفراغ، والذي قد يستمر لسنوات. في المقابل، يطالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد استقالة كتلته من البرلمان، كما يحاول رئيس الحكومة المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي  تهدئة الوضع وان يكون حلا وسطا بين كل الفرقاء المتصارعين حول رئاسة الحكومة.

وفي حين يرشح الإطار التنسيقي الموالي لايران الوزير السابق محمد الشياع السوداني لرئاسة الحكومة، كما اشارت “المركزية” قبل  حوالي شهر، فهو اليوم يحاول ترشيح بعض الشخصيات السياسية الموالية ايضا لايران، إلا أن الصدر، بحسب المصادر، يقف بالمرصاد لكل هذه المحاولات، وايضا الكاظمي الذي يريد لرئاسة الحكومة شخصية سياسية تكون وسطية، لأن الصراع قوي جدا بين الشيعة أنفسهم الذين يسيطرون فعلا على البلاد، لكن ايران تحاول ايصال شخص موال لها، وذلك بعد فشلها في ايصال المرشح المالكي المتطرف جدا والموالي بشكل كبير لايران والمتهم بالفساد وسرقة المال العام بالمليارات، يحاولون ترشيح شخصيات سياسية تكون موالية لايران. لكنهم لم ينجحوا حتى الساعة في تحقيق هذا الهدف.

وتشير المصادر الى ان العراق يقف أمام مفترق طرق واحتمالات متعددة، اولاً فراغ كبير، وثانيا اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وثالثا نشوب اذا لم يكن حرب اهلية فنزاعات مسلحة بين الفرقاء. الصدر يتمتع بتأييد كبير في البلاد، وايران ايضا تحشد قوة كبيرة هي الحشد الشعبي وحزب الله العراقي وفئات كثيرة مسلحة تشبه حزب الله في لبنان، لافتة الى ان هذا الصراع قد يتمدد ليتحول الى حرب اهلية. اليوم ما زال الامر محصورا ضمن صراعات مسلحة بسيطة، وقد شوهد المالكي يحمل رشاشا في صور مع مرافقيه المسلحين. هذا يدل الى ان الانهيار في العراق بلغ مستوى كبيرا والوضع الامني خطير جدا وينذر بالانفجار في أي لحظة.

في المقابل، ترى المصادر ان الكاظمي هو من يمسك بالوضع بشكل جيد مدعوما من الغرب والدول العربية وخاصة السعودية ومصر والاردن ودول الخليج بشكل عام للاستمرار بضبط الوضع والبقاء في السلطة حتى ايجاد بديل، وان الكاظمي يضحي اكثر فأكثر من اجل الحفاظ على مستقبل العراق وعدم الانخراط في حرب اهلية وايجاد تسوية مناسبة للجميع، لأن ايران تلعب لعبة قذرة جدا وخطيرة قد تؤدي الى انفجار امني كبير، ما لم يأخذوا بنصيحة الصدر بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، والا فإن الفراغ سوف يستمر ومعه الانهيار الاقتصادي او الامني او انه سيحصل انفجار كبير للوصول الى تسوية ما. الوضع في العراق ينذر بأبشع الاحتمالات وأسوأها وأخطرها على الاطلاق، تختم المصادر.

المصدر المركزية