أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم مجددا الخميس يطالبون بعودة الحكم المدني وانهاء الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي.
وحمل المتظاهرون أعلام السودان ورددوا هتافات “لا لحكم العسكر” و”مدنية خيار الشعب”، بحسب ما افاد شهود عيان.
ويعاني السودان، إحدى أفقر دول العالم العربي والغارق في أزماته السياسية والاقتصادية منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، من اضطرابات مستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذ في 25 تشرين الأول الماضي.
ودفع ذلك السودانيين إلى التظاهر بانتظام منذ ذلك الحين، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري، وغالبا ما تخلّلت التظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 116 متظاهراً، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.
وتسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والفوضى الأمنية في تصاعد الاشتباكات العرقية في المناطق البعيدة عن العاصمة.
ولطالما أصر البرهان على وصف ما حدث بـ”تصحيح” مسار الفترة الانتقالية وأنه لم يكن انقلابا عسكريا.
وأعلن البرهان في الرابع من تموز “عدم مشاركة المؤسسة العسكرية” في الحوار الوطني الذي دعت إليه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية… وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة”
إلا أن إعلان البرهان قوبل برفض المتظاهرين وقوى المعارضة، ووصفت قوى الحرية والتغيير الإعلان بأنه “مناورة مكشوفة”.
وأعلن مؤخراً البرهان عن “دعمه لمبادرة عرفت باسم نداء أهل السودان” والتي يرعاها الزعيم الديني الصوفي الشهير الطيب الجد ود بدر تهدف إلى انهاء الأزمة السياسية في البلاد، وقد انطلق مؤتمرها السبت بحضور عشرات الأحزاب السياسية.
وغاب عن المؤتمر ائتلاف المعارضة الرئيسي في البلاد قوى الحرية والتغيير والذي أطيح بأعضائه من الهيئة الانتقالية في انقلاب البرهان، كما غاب أعضاء من لجان المقاومة، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد الرئيس السابق عمر البشير وناهضت الانقلاب العسكري بشكل منتظم خلال التظاهرات الأخيرة.
وفي مقابلة مطلع الشهر الحالي مع قناة “بي بي سي عربي”، انتقد نائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو الانقلاب العسكري وقال “للأسف الشديد نحن ايضاً لم ننجح في التغيير”.