أثارت اعترافات قاتل الطفلة جوي استنبولي، البالغة من العمر 4 سنوات في مدينة حمص الشهر الماضي، جدلاً واسعاً لدى الشارع السوري، منتقدين التناقض الواضح بين تقرير الطبيب الشرعي ورواية القاتل.
فعلى الرغم من محاولة إغلاق ملف الجريمة، عبر إظهار القاتل على أنه مختل نفسياً ومضطرب، انهالت الانتقادات عبر وسائل الإعلام معتبرة رواية السلطات “ضعيفة ومفبركة”.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، تفاصيل جديدة حول مقتل الطفلة “جوي”، “ففي الوقت الذي عمدت فيه سلطات النظام السوري على التكتم على تفاصيل الجريمة الحقيقية، وإظهار شخص آخر في وسائل الإعلام على أنه القاتل، والذي أُعلن عن مقتله داخل مشفى إبن النفيس في العاصمة دمشق”.
وأشار المرصد، إلى أن “والد الطفلة المدعو طارق استنبولي وهو عنصر بأمن الفرقة الرابعة، تلقى مبلغا كبيراً من تاجر المخدرات (م.ب) وهو من أبناء سلحب بريف حماة ويعمل مع حزب الله، لتمرير شحنة كبيرة من المواد المخدرة”، إلا أن الشحنة تمت سرقتها من قبل مجهولين بحسب زعم والد الطفلة.
وفي سياق ذلك، هدد تاجر المخدرات (م.ب) والد الطفلة جوي بعد رفض الأخير إعادة شحنة المخدرات أو المبلغ الذي تلقاه من الأول.
وأكد المرصد السوري على أن، “أحد أفراد جماعة تاجر المخدرات المدعو (م.بـ) خطف الطفلة جوي وكان مع والدها بمكالمة بالصوت والصورة وهو يقوم بقتلها بدم بارد بحضور المدعو(م.بـ)، قبل أن يتم تهريب القاتل المزعوم إلى لبنان بعد أن استخرج هوية تحمل اسم شخص آخر”.
كما كشف المرصد أيضاً، “أن الجريمة تطلّبت تدخلاً من القصر الجمهوري للملمتها بعد أن أصبحت قضية رأي عام، وذلك كي لا يفتضح ملف المخدرات وانتشارها في سوريا”.
وفي 21 آب الفائت، استقال رئيس الطب الشرعي بحمص بسبب تقديمه تقريراً غير دقيق حول جريمة قتل الطفلة جوي ، أي أنه غير مطابق لرواية (المجرم المزعوم) الذي ظهر على شاشات التلفزة، مما أثار شكوك كبيرة، إذ أن تقرير الطبيب الشرعي لا يحتمل الخطأ، وخاصة في جريمة أصبحت حديث الشارع السوري والعربي.
وتناقلت وسائل الإعلام التابعة للنظام التحقيقات مع القاتل المزعوم، لتعود بعدها لتتناقل وسائل إعلام محلية بأن “المجرم المزعوم توفي أثناء إجراء عملية جراحية في مشفى إبن النفيس في العاصمة دمشق”.
وفي 20 آب الفائت، أعلنت سلطات النظام السوري عن “إلقاءها القبض على قاتل الطفلة جوي ، بعد 5 أيام من العثور على جثتها، منتصف آب الفائت، في مدينة حمص”، وقالت إنه “اعترف بجريمته بعد التحقيق معه، إذ كان يراقب أطفال الحي وهم يلعبون، واختطف الطفلة جوي إلى داخل المنزل ليقوم باغتصابها قبل أن يقتلها ويرمي جثتها في مكب نفايات قرب مقبرة تل النصر في حمص”.
يشار إلى أن “حوادث اختطاف الأطفال كانت ازدادت إلى حد كبير في سوريا بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، في حين تصل عقوبة الخطف بغرض الاغتصاب تصل إلى السجن المؤبد سواء أكان المخطوف طفلاً أم بالغاً”.