في تقرير جديد حول أنشطة إيران النووية، قد يشكل ضربة أخرى لمفاوضات اعادة احياء الاتفاق النووي التي تعثرت أخيراً، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء، أن “مخزون طهران من اليورانيوم المخصب يتجاوز بـ19 مرة الحدّ المسموح به”.
وأوضح أن “كافة البيانات تشير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، والذي تحتفظ به على شكل سادس فلوريد اليورانيوم وهو الغاز الذي يتم تخصيبه بأجهزة الطرد المركزي، نما بواقع 12.5 كيلوجرام إلى 55.6 كيلوجرام منذ التقرير الفصلي الأخير الصادر في 30 أيار”.
كما شددت على أنها “لم تتمكن من التأكد بأن برنامج إيران النووي سلمي”.
لا أجوبة واضحة حتى الآن
إلى ذلك، أكد التقرير ربع السنوي ما أوردته مراراً وتكراراً الوكالة التابعة للأمم المتحدة في السابق، أن “طهران لم تقدم حتى الآن أجوبة واضحة وصادقة على أصل جسيمات اليورانيوم التي وجدت في ثلاثة مواقع نووية قديمة لم يكن معلم عنها سابقاً”.
كما أعرب المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، عن قلقه المتزايد من تعامل إيران مع طلبات المفتشين الدوليين حول هذا الملف، موضحاً أن “أي تقدم لم يحرز في هذا السياق”، بحسب ما نقلت رويترز.
يأتي هذا التقرير في وقت حساس، وسط تشاؤم بدأ يحيط بمحادثات إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بعد صولات وجولات مديدة من المشاورات بين طهران والدول الغربية.
شرط غلق التحقيقات
إذ أطاح اشتراط إيران غلق تحقيقات الوكالة من أجل العودة للاتفاق ببوادر الأمل التي طفت قبل أسابيع.
ما دفع المنسق الأوروبي جوزيف بوريل إلى الاعراب عن “خيبة أمله”، قبل يومين، مشيراً إلى أن “الرد الإيراني على النص الأوروبي الذي قدمه للمفاوضين لم يكن بناء أو مشجعاً، وأعد الأمور إلى الوراء”.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي قدم في 8 آب الماضي، وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في نيسان الماضي 2021 في فيينا، واستمرت 16 شهراً، نصاً نهائيا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.
وتسلم بوريل، الرد الإيراني الأول، في منتصف آب 2022، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي أخيراً رد طهران، ويضع المحادثات ثانية في مهب الريح.